نظم العشرات من المصريين وقفة احتجاجية ظهر أمس أمام مقر السفارة السعودية في القاهرة للمطالبة بعودة السفير أحمد عبدالعزيز قطان إلى مصر. وأكد منظمو التظاهرة أنهم يسعون إلى تهدئة الأجواء بين المصريين والسعوديين بعدما شَهِدَ الأسبوع الماضي تجاوزات ضد السفارة من قِبَل البعض تَبِعَها استدعاء حكومة المملكة سفيرها وغلق سفارتها في القاهرة وممثلياتها في السويس والإسكندرية. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات منها “يا قطان يا قطان.. مصر بيتك من زمان”، “مصر والسعودية إيد واحدة”، “تقعد هنا تقعد هناك.. البلد واحدة هنا وهناك” و”الشعب يريد عودة السفير”، كما رفعوا أعلام مصر والمملكة، معبرين عن رفضهم تحويل قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، الموقوف في المملكة بتهمة تهريب الحبوب المخدرة، إلى أزمة بين دولتين وشعبين شقيقين. وفي سياقٍ متصل، أعرب مجلس شورى العلماء السلفي في مصر عن استنكاره ما وقع من تجاوزات صدرت عن بعض النشطاء المصريين تجاه السفارة السعودية. وأكد مجلس شورى العلماء، في بيانٍ وقع عليه رموز الدعوة السلفية في مصر أمس، أنه لا ينسى وقوف المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا إلى جانب مصر في أزماتها الداخلية والخارجية، وأنه يقدر ما للمملكة من دور قيادي وريادي في السعي للإصلاح بين المسلمين، “وهو ما لا يجحده إلا جاحد” بحسب تعبير البيان. واعتبر المجلس أن العلاقة بين مصر والمملكة ناشئة عن الأخوة الإيمانية، ولفت إلى أهمية استمرار التآخي بين البلدين. وتابع “نهيب بالمسؤولين في المملكة العربية السعودية – وفقهم الله لكل خير بما عُرِف عنهم من الحكمة في معالجة الأمور- أن يتجاوزوا تلك الأحداث ويُقَدِّروا الظروف التي تمر بها مصر ويُبقوا على أواصر المودة والإخاء”. وناشد المجلس شعبي مصر والمملكة التحلي بمكارم الأخلاق والتثبت من المعلومات والابتعاد عن “إرجاف المرجفين وشائعات المغرضين”. كما أعلنت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ومقرها القاهرة، رفضها التجاوز تجاه سفارة المملكة، وقال رئيس الهيئة، الدكتور علي السالوس، إن السعودية دولة شقيقة عزيزة تجمعها بمصر روابط لا يمكن أن تؤثر فيها مثل هذه الأحداث، مضيفا “نتمنى أن تمر الأحداث مرورا سريعا، وألا تبقي أي أثر في نفوس المصريين والسعوديين”.
قطان ل الشرق: استمرار العمل في الملحقية الثقافية وقسم الرعايا السعوديين في القاهرة الدمام – نعيم تميم الحكيم قطان أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة أحمد قطان عدم وجود أي مشكلات تعوق الطلبة السعوديين الذين يدرسون في الجامعات المصرية. وقال في تصريح ل “الشرق” إن كل الطلبة السعوديين يذهبون لجامعاتهم بشكل اعتيادي ولم تُسجَل أي حالات غياب، مبيِّناً أن الملحقية الثقافية للمملكة في مصر مستمرة في العمل على مدار أربعٍ وعشرين ساعة لمتابعة الطلبة وأحوالهم وتوفير كل ما يحتاجونه. وتابع “لم يتغير أي شيء بالنسبة للطلبة السعوديين بعد غلق الممثليات الدبلوماسية”، لافتا إلى أن قسم الرعايا السعوديين في السفارة مازال يعمل بشكل طبيعي ويقدم خدماته لكل السعوديين الموجودين في مصر، مطمئنا أهالي الطلبة والرعايا بأن كل شيء على ما يرام وليس هناك ما يدعو للقلق. وعن موعد عودته إلى السفارة من جديد، قال قطان “لا يوجد أمر جديد وكل شيء على وضعه”. يأتي ذلك فيما علمت “الشرق” من مصدر مطلع أن هناك بوادر لانفراج الأزمة بين السعودية ومصر قريباً، ورفض المصدر تحديد موعد انتهاء الأزمة، لكنه ربط بين إعادة افتتاح السفارة والتزام المجلس العسكري المصري بحمايتها هي والقنصليات والوفد الدبلوماسي والرعايا السعوديين في مصر، وتشديد العقوبات على المعتدين وتقديم ضمانات لعدم تكرار ما حدث من تجاوزات من البعض تجاه الممثليات الدبلوماسية السعودية. يأتي ذلك في وقتٍ وصل فيه السفير المصري في المملكة محمود عوف إلى الرياض مساء أمس لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين لإيجاد مخرج للأزمة ولمتابعة قضية المحامي أحمد الجيزاوي.