ارتفعت أصوات ناشطين وسياسيين مصريين المحاطين بمئات من المتظاهرين الذين وقفوا أمام السفارة السعودية في القاهرة أمس في مسيرة وصفت ب«الاعتذارية»، للتعبير عن رفضهم للممارسات المسيئة بحق السعودية حكومة وشعباً التي تسببت في استدعاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سفيره أحمد قطان للتشاور وإغلاق مقار السفارة السعودية والقنصليتين. وأتت المسيرة التي دعا إليها رئيس حزب الثورة المصرية طارق زيدان أول من أمس، رداً من تيارات وأحزاب وائتلافات سياسية مصرية على المظاهرات والشغب الذي وقع أمام سفارة الرياض في القاهرة الأسبوع الماضي على خلفية قضية القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي بتهمة حيازة وتهريب 21 ألف حبة مخدرة إلى السعودية. وهتف المتظاهرون الذي رفعوا شعاراً لمسيرتهم «في حب مصر والسعودية» بهتافات عدة، كان أبرزها «يا قطان.. يا قطان.. مصر بيتك من زمان»، و«تقعد هنا.. تقعد هناك.. البلد واحدة هنا وهناك»، و«مصر والسعودية إيد واحدة»، و«الشعب يريد عودة السفير». وفي الرياض، أعلن المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية تلقيه مئات الاتصالات من الجالية المصرية ومواطنين سعوديين عبروا فيها عن صدمتهم وتأثرهم العميق بسبب هذه الأزمة التي تمر بها العلاقات بين الدولتين الشقيقين وعن يقينهم بتدخل القيادتين من أجل سرعة احتوائها وتجاوزها وعودة العلاقات الحميمية بين الشعبين والحكومتين. وأوضح المستشار الإعلامي في السفارة نبيل بكر أن «هذه الأزمة العابرة كشفت مدى التلاحم والحب العميق بين الشعبين السعودي والمصري، وهو ما لمسته من خلال هذه الاتصالات التي لم تنقطع منذ أن علم المصريون وإخوانهم السعوديون في المملكة بنبأ استدعاء السفير السعودي، وإغلاق السفارة في القاهرة». وأضاف بكر: «هناك إجماع بين جميع من اتصلوا من مختلف مناطق المملكة سعوديين ومصريين على أن السعودية ومصر جسد واحد لا يمكن أن ينفصل». وفي السياق ذاته، أيد أعضاء في مجلس الشورى خلال جلستهم أمس قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استدعاء سفير الرياض لدى القاهرة. ووصف عضو المجلس الدكتور سعود الشمري أثناء مداخلته القرار ب«الاستراتيجي» وقال: «نحن في مجلس الشورى يجب أن نعتب على المسؤولين المصريين الذين لم يكن لهم دور في الأزمة، في ظل التهجم الكبير غير المبرر على السعودية»، متمنياً ألا يعود السفير السعودي أحمد قطان إلى القاهرة إلا بعد تحقق مصالح المملكة في حماية بعثتها».