عجباً لأمر هذا العقال! ما إن كتب عنه (فضيلة الشيخ) حتى أمسى حديثاً يُشترى، غير أن قارئاً طفق يتساءل: ما دهاكم أيها الكتاب! هل فقدتم عُقُلَكم (جمع عقال) أم ليس لديكم ما تكتبون؟ وهنا أجيب نيابة عن موكلي فأقول: العقالُ رمزٌ عربيٌّ؛ ولكم في ياسر عرفات مرجعاً، ولا تنسوا أنه أعلى ما يُلبس على الرأس، ولا شيء يُلبس فوقه، ولهذا لا يفضله المطاوعة (أقصد نفسي) لأنه يمثل إفراطاً في التزين! والتزين أحله الله. قال تعالى: «قل من حرم زينة الله..». مشكلتي أن عقالي غسلته (الشغالة) مع الثوب والغترة، ظناً منها أنه يُغسل ثلاثاً إحداهن بالكلوركس، ومازلت أنتظره ليجف. قبل سنتين كتبت مقالاً بعنوان (لماذا لا يلبس المطاوعة العقال؟) وسألت بعض المشايخ والأدباء والروائيين والكتاب بغرض جمع المعلومات، فقال فضيلة الشيخ عبدالرحمن المدخلي: «لا مانع شرعي من لبسه» وقال الأستاذ جمال خاشقجي: «كان أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يضعون العُقل فوق رؤوسهم، بل العمائم البيضاء، فجاء عدم لبسه كتقليد لا أكثر» أما الروائي عبده خال فقال قبل أن أكمل السؤال: «لا لا يا عمي، ما عندي إجابة»- كعادته عندما يسأله المطاوعة- فسألت عضو مجلس الشورى، الأديب حمد القاضي، فقال: «أنصحك بترك هذا الموضوع» فتركته.. لكنه ظهر اليوم بفضل الشيخ القرني، ولذا سأهديه عقالي. قارئ «الشرق» الساخر (دعشوش) قال معلقاً على مقال (العقال) للزميل العزيز الدكتور حمزة المزيني: بأنه سيتبرع بعقال جدهِ لإجراء الدراسات العلمية عليه لتنتفع به الإنسانية.