أكد رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، الدكتور فهد العرابي الحارثي، أن مسؤولية خطيرة تقع على عاتق الإعلاميين العرب، في ظل ما يجري من متغيرات سياسية، تتمثل في «المساهمة في إعادة تموضع الحضارة العربية في العالم». جاء ذلك خلال مشاركته أمس في الجلسة الثالثة «مستقبل العلاقات العربية الغربية في ظل المتغيرات السياسية» لملتقى الإعلام العربي التاسع في الكويت «ربيع الإعلام العربي». وأشار إلى أن الغرب يريد من العرب البترول، ويريد أمن إسرائيل، وسلامة الممرات المائية، وبقاء الأسواق مفتوحة، وصياغة ما يحفظ به نفسه أمام شعوبه، فإذا توفرت تلك المطالب سيكون هناك علاقة توافق بين الغرب والشرق. من جانبها، أوضحت الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روز ميري ديفس، أن الربيع العربي كان فرصة لبناء منطقة على أساس ديمقراطي، وكان تغييراً تاريخياً لأن الناس طالبوا باحترام حقوقهم وكرامتهم. وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي علي الدقباسي، في مداخلته خلال الجلسة الأولى، إن الثورات العربية أثرت في الإعلام العربي، ووضعت العرب أمام الحاجة إلى إعلام مؤثر يخدم قضايا الأمة، ويواجه الإعلام الصهيوني الذي قلب الحق باطلاً. وأضاف أن تأثير الربيع العربي على الإعلام بدأ متسائلاً عما قدمته اجتماعات وزراء الإعلام العرب منذ خمسين عاماً، موضحاً أنها لم تقدم شيئا إلى اليوم، ولم تنشئ قناة أو إذاعة عربية مشتركة. من جانبه، شدد وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية سمير ديلو، على أن الربيع العربي هو ربيع الحرية، ولكن ماذا بعد الحرية؟ وأضاف «أزعم أن الحرية مقيدة، ولكن كيف يكون الإعلام حراً ومسؤولاً، ولن يكون ذلك إلا من خلال إعمال العقل». وفي الجلسة الثانية قال نائب رئيس تحرير جريدة المدى العراقية عدنان حسين: «صحيح أن الإعلام الجديد حقق إنجازات جديدة، والبعض أعاد له الفضل في إنجاح الربيع العربي، ولكن ليس في وسع الإعلام الجديد أن يحل محل الإعلام التقليدي». وأوضح وزير الإعلام الجزائري السابق عز الدين ميهوبي، أن هناك تحولاً في نظرتنا إلى الإعلام، فينظر إليه الآن من مفهوم اتصالي بعد أن كان إلقائيا، مشيراً إلى أن بعض القنوات الإعلامية اعتقدت أنها هي من صنع الربيع العربي، وهي التي تتخذ القرار الذي يحرك الشارع، لافتا إلى أن سقف الحرية في الصحافة هي المهنية. واشتملت الجلسة الرابعة على حوار مفتوح ضم نائب رئيس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجية، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، صباح الخالد الصباح، ووزير الإعلام الكويتي، محمد عبدالله المبارك الصباح. وعلى هامش الملتقى أقام السفير السعودي في الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز، مأدبة غداء على شرف الأمير سلطان بن خالد الفيصل، دعا إليها الإعلاميين السعوديين من الحاضرين في الملتقى.