عبدالله علي المسيان تعدّ ظاهرة رمي المخلفات في الشوارع من الظواهر المنتشرة لدى شريحة عريضة من أفراد شعبنا، وباتت -مع الأسف الشديد جزءاً لا يتجزأ من سلوكياتنا وتصرفاتنا! وغدا منظر فتح نافذة السيارة ورمي المخلفات في الشارع، أو رميها عن طريق المارة في الطرقات، منظراً مألوفاً لنا! وغدت شوارعنا تمتلئ، وبشكل يومي، بكمية هائلة من المخلفات، من أوراق ومناديل وعلب مشروبات غازية وسجائر... إلخ. ورغم أن الدولة، ممثلةً في الأمانات والبلديات المنتشرة في مناطق المملكة كافة، لم تقصر في توفير «براميل» النفايات، وسلال المهملات والمخلفات، في جميع الشوارع والطرقات والأزقة، إلا أنّ السبب الرئيس لهذه العادة السيئة يرجع بالدرجة الأولى إلى تدني الوعي الشعبي بأهمية استشعار النظافة، سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي! وبالرغم من حرص الإسلام الشديد على مفهوم النظافة، وتأكيده عليها في نصوص متعددة، سواء عبر القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة. ورغم أننا دائماً وأبداً ما نردد المقولة الشهيرة «النظافة من الإيمان» ونحفظها منذ أن كنّا صغاراً، إلا أننا بعيدون، كل البعد، عن التطبيق العملي لهذه المقولة، وغيرها من المقولات الأخرى، والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، لأننا، ومع الأسف الشديد، نركز على الجانب النظري فقط، ونهمل الجانب التطبيقي. عموماً حل هذه الظاهرة يكون أولاً من خلال الناس أنفسهم، باستشعارهم لأهمية النظافة، ووجوب تطبيقها، والتقيد بها في جميع الأماكن والطرق، وفي مختلف الأوقات والأوضاع. أيضاً يجب على الجهات ذات العلاقة فرض عقوبات «رادعة» بحق أي شخص يقوم بإلقاء أي نفاية أو ورقة في أي طريق، سواء كان طريقاً رئيسياً أو فرعياً كما يفعل الكثير من دول العالم المتقدم. وأطالب، في نفس السياق، مؤسسات المجتمع المدني، أن تضطلع بدورها المنوط بها في توجيه الناس وإرشادهم بضرورة النظافة، وكونها صورة حضارية تعبر عن واقع المجتمع المسلم. ولأننا بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وإلينا يتجه «مليار» مسلم يومياً في صلاتهم، فإنّ ذلك يدعونا للحذر الشديد، من أن تكون كل تصرفاتنا وسلوكياتنا محسوبةً علينا، ودون أن نشعر، وينظر العالم الإسلامي إلى المواطن السعودي باعتباره «الأنموذج» الذي يقتدي به، في تصرفاته وسلوكه وأخلاقه. فحذاري، ثم حذاري من تكرار واستمرار هذا التصرف المشين.