بدأ برنامج “يوم الجاز العالمي” الأول الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في باريس الجمعة، بحفل موسيقي كبير حول هيربي هانكوك، بالإضافة إلى لقاءات بين موسيقيين وهواة من القارات الخمس، ومن المتوقع أن تتبعها احتفالات الإثنين المقبل في القارة الأميركية. وكانت منظمة اليونسكو أعلنت خلال مؤتمرها العام في نوفمبر الماضي، عن إطلاق “يوم الجاز العالمي” في 30 أبريل بهدف التعرف على “ميزات هذه الموسيقى كأداة تثقيفية وكدافع للسلام (...) والحوار والتعاون المعزز بين الشعوب”. في مهد موسيقى الجاز في نيو أورلينز (الولاياتالمتحدة)، ينظم في هذا اليوم (30 أبريل) عند شروق الشمس، حفل موسيقي خاص في حي كونغو سكوير التاريخي. ويشارك فيه كل من هيربي هانكوك، وديان ريفز، وتيرينس بلانشارد، وإليس وينتون مارساليس. أما مساء، فحفل موسيقي في نيويورك في مقر الأممالمتحدة يبث في كافة أنحاء العالم مع هيربي هانكوك، ودي دي بريدجووتر، وديان ريفز، وروميرو لوبامو، وإسبيرانزا سبولدنغ، وأنجليك كيديو، وزاكير حسين، وآخرين. وفي العاشرة صباحاً من يوم الجمعة 27 أبريل، وهي ساعة مبكرة جداً بالنسبة إلى موسيقيي الجاز، انطلقت في المقر الباريسي لليونسكو سلسلة من الحصص التي يعطيها خبراء في الجاز، بالإضافة إلى طاولات مستديرة وحصص عزف ارتجالي ونشاطات أخرى ذات صلة. وكانت نيكول سلاك – جونز مغنية موسيقى السول أوضحت الخميس لوكالة فرانس برس أنه “وخلال الحصة التي سوف أعطيها، سأبين كيف تحولت موسيقى السول إلى جاز، كذلك سأقدم تقنيات إطلاق الصوت”. وأشارت الفنانة الآتية من لويزيانا إلى أنها ترغب ب”التركيز على كيفية حمل الموسيقى وخصوصا الجاز، السلام، من خلال تقريب الناس والحضارات في قرن تسوده القسوة”. هيربي هانكوك عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الذي كان قد أدى سابقا في فرقة مايلز ديفيس الخماسية، هو اليوم سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسكو. ومحب التجارب الموسيقية هذا ومكتشف المواهب، هو منطقياً “سيد الحفل الموسيقي” الذي يقام في قاعة تتسع لنحو 1200 شخص، سبق وتم حجزها بالكامل منذ أسابيع. إلى هانكوك، عباقرة آخرون في عالم موسيقى الجاز من أمثال عازف الباص والغيتار ماركوس ميلر والموسيقي الجنوب إفريقي المحنك هيو ماسيكيلا، إلى جانب المغنيات دي دي بريدووتر وباربرا هندريكس وتانيا ماريا. باربرا هندريكس التي كانت في البداية مغنية أوبرا، تطلب من الشباب تعلم “الجاز الذي يشكل جزءا من الإرث الثقافي للبشرية”. موسيقيون فرنسيون وأوروبيون وآسيويون يشاركون في هذا الاحتفال بموسيقى الجاز العالمية التي ما زالت في تطور مستمر. أما القسم الأكبر فمخصص لموسيقيي الولاياتالمتحدة من السود المتحدرين من أسلاف من العبيد، إلى جانب موسيقيي إفريقيا منبع الجاز. من جهتها، تشدد نيكول سلاك-جونز بصوت عال على أن “إفريقيا تسري في عروقي. هي الجذور”، من خلال الغناء والرقص والابتكار. وتشرح المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا سبب خيار المنظمة قائلة أنه منذ بداياتها “رفعت هذه الموسيقى الصوت عاليا في وجه جميع أشكال الظلم. هي لغة للحرية تتوجه إلى جميع الحضارات”. هيربي هانكوك أ ف ب | باريس