أكدت الناطقة الإعلامية باسم مؤسسة التنمية والإغاثة الإنسانية في سوريا ( نجدة ناو) خولة دنيا ل «الشرق»: أن عدد المهجرين داخل سوريا يفوق الرقم الذي أعلنته المنظمات الدولية التي أكدت أنه وصل إلى مليون شخص. وأضافت: نتيجة الوضع الإنساني الكارثي الحاصل في سوريا هناك حاجة ملحة لدخول رسمي للمنظمات الدولية للمساهمة في العمل الإغاثي. وعن وجود مؤسسة (نجدة ناو) داخل سوريا والجهة التي رخصتها قالت دنيا: نحن فريق عمل إغاثي أخذنا ترخيصا من ألمانيا كمنظمة إنسانية تعمل في مجال الإغاثة. كما أننا لن نتقدم بترخيص للحكومة السورية ولا ننوي التقدم بأي طلب، لأن النظام في سوريا يسعى للسيطرة على كل مجالات العمل الخيري من خلال الرقابة الأمنية عليها، ففي الجمعيات الخيرية المرخصة في سوريا هناك مندوب من الأمن، والناس لا تفضل التعامل مع هذه الجمعيات. وأوضحت أن: منظمة الهلال الأحمر السوري يفترض أن تكون تابعة لمنظمة عالمية (الصليب الأحمر الدولي) ولكن بسبب السيطرة الأمنية على كل شيء في سوريا، وكون أعضاء منظمة الهلال سوريين، فهم يأخذون أوامرهم من مؤسسات النظام الأمنية، وهم ليسوا مصدر ثقة بالنسبة للناس، كما أنهم ليسوا طرفاً حياديا، بل منحازين للنظام. وعن تعاطي النظام مع الناشطين في مجال الإغاثة، قالت دنيا: بسبب تخلي النظام عن دوره في هذا المجال هناك نوع من غض الطرف عن كل ما يتعلق بالنشاط الإغاثي الفردي الذي يتعلق بالأغذية والحليب والألبسة، ولكن حتى هذا النوع من النشاط حين يصبح منظماً فإن النظام يقوم بملاحقة الناشطين ومصادرة المستودعات التي تضبط، ولكن الجانب الأكثر خطورة في العمل الإغاثي بالنسبة للنظام هو الجانب الطبي والتبرعات النقدية، لأن النظام يعتبر أي مصاب مسلحا حتى لو كان طفلاً أو امرأة. وعن آلية عمل ( نجدة ناو) والصعوبات التي تواجهها خلال عملها قالت دنيا: نحن نحاول قدر المستطاع أن يكون عملنا مؤسساتياً وممنهجاً حيث نضع خطة في بداية كل شهر باعتبار أن الظروف تتغير بين شهر وآخر وكذلك إمكانياتنا، فعلى سبيل المثال تتضمن خطة عملنا لشهر مايو تغطية 1200 متضرر تشمل مناطق دمشق وريفها، أما بالنسبة للمهجرين نحن نقدم إيجارات البيوت بالإضافة لفرش بسيط وسلات غذائية واحتياجات الأطفال والملابس إضافة إلى توزيع بعض التبرعات العينية، أما بالنسبة لأسر الشهداء والمعتقلين فتغطيتنا لها تقتصر على السلات الغذائية. كما امتد عملنا ليشمل مناطق خارج دمشق وريفها مثل بلدتي سرمين وتفتناز في محافظة إدلب. وأضافت دنيا: أن عملنا بشكل عام يتم بالتعاون مع الناشطين على الأرض، وهؤلاء يشكلون لجان إغاثة مستقلة ونحن نقوم بالتواصل معهم ونطالبهم بشيء يثبت أننا تعاملنا معهم، وبشكل عام نحن نحاول أن نشتري احتياجات عينية ولا نقدم شيئا ماديا.