تستقبل عصا بسيطة وسبحة من الكهرمان وقلم حبر من مقتنيات مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، زوار معرض “كنوز من ثقافات العالم” الذي يضم 250 قطعة أثرية تروي قصة حضارات العالم والترابط بينها. والمعرض المقام في منارة السعديات، والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع المتحف البريطاني، افتتح مساء الثلاثاء، ويستمر حتى 17 يوليو المقبل. ويعد هذا المعرض الثاني من نوعه ضمن سلسلة من المعارض التي يتم تنظيمها استعداداً لافتتاح “متحف زايد الوطني” العام 2016 على جزيرة السعديات قبالة شواطئ أبوظبي، وهي الجزيرة التي ستحتضن أيضاً فرعاً لمتحف اللوفر الباريسي وآخر تابعاً لمؤسسة غوغنهايم للفنون المعاصرة. ومقتنيات الشيخ زايد المعروضة في المعرض إلى جانب أكثر من 250 قطعة أثرية من ثقافات العالم المختلفة، قدمها عبدالرحيم السيد الهاشمي الذي عمل بشكل وثيق مع الشيخ زايد خصوصاً خلال العقدين الأخيرين من حياته. وتعكس المتعلقات الأهمية التي كان يوليها الشيخ زايد لقيم الإيمان والتراث. فحسب منظمي المعرض، كان الشيخ زايد دائماً ما يحمل المسباح في يده، وهو رمز ديني للتسبيح والاستغفار، أما العصا فتضفي المهابة والوقار على حاملها، وكان الشيخ زايد غالباً ما يحملها في متابعاته اليومية. أما قلم الحبر المعروض فهو ما كان يفضله الشيخ زايد لتوقيع الوثائق. وقالت سلامة الشامسي مديرة مشاريع القسم الثقافي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لوكالة فرانس برس “معظم القطع المعروضة في المعرض تعطي فكرة عن ما يمكن أن يجده الزوار في متحف زايد الوطني، والذي يدور حول قيم سردية مثل القيادة، التسامح بين الديانات المختلفة، والاحتفاء بالتراث وقيم ثقافية أخرى”. إلى جانب القطع المعروضة من المتحف البريطاني، يضم المعرض مجموعة متنوعة من المعروضات المستعارة من متحف العين الوطني ومتحف الشارقة للآثار وزعت على سبعة أقسام. وتروي هذه القطع في القسم الأول حكاية وجود البشر في أفريقيا مع القطع المصرية النادرة من مومياءات وأقنعتها الذهبية. في حين تعرض في القاعة الثانية التي خصصت لحضارة الشرق الأدنى القديم والشرق الأوسط والشرق الأوسط الإسلامي تماثيل الآشوريين والحضارة الإسلامية وجزء من حضارة دولة الإمارات. وضمت القاعة الثالثة حضارات أوروبا، وهي الحضارة اليونانية القديمة متمثلة بتماثيل افروديت وحضارة العصور الوسطى وأوروبا الحديثة وعصر النهضة. وتضم القاعة الرابعة كنوز آسيا وهي خزفيات الصين وبعض القطع الفنية من حضارتها القديمة، وتحف اليابان وتماثيل بوذا وصقر الصيد الياباني الشهير والتماثيل البوذية التي جلبت من قندهار، والتي تعتبر تحفاً نادرة في حين تضم القاعة الخامسة كنوز أميركا الوسطى والجنوبية، وما أنتجه شعب المايا من حضارة ضاربة في القدم، وما أنتجه سكان أميركا الشمالية الأصليون. وتعرض القاعة السادسة ما قدمته حضارة أوقيانوسيا، وهي حضارة جزر المحيط الهندي الثلاث ميكرونيزيا وميلانيزيا وبولينيزيا، وتنتهي معروضات المعرض بالقاعة السابعة التي تضم حضارة العالم الحديث، باعتبار أن الفن يوثق في العصر الحاضر استمرارية وتغير النشاط البشري في عالم يزداد تعقيداً وترابطاً. ويعرض في هذا القسم عمل للفنان العالمي بابلو بيكاسو والعمل الفني الكبير “ثوب امرأة 2001′′ للفنان الغاني إيل أناتسو، وآخر للفنان التونسي نجا مهداوي ورابع للباكستاني علي كاظم وخامس للكوري بارك يونغ سوك، كما يقدم الفنان الياباني ناشيجي أعماله الخزفية والنحتية المتميزة. وكان نيل ماكغريغور مدير المتحف البريطاني قد قال في مؤتمر صحافي عقد قبل الافتتاح أن زائر المعرض سيتجول في أرجاء العالم بأسره، وأن بعض المعروضات اختيرت من المتحف البريطاني بعناية من أجل زيارة الزمن الماضي وتلمس الحاضر الآني. وعن احتواء المعرض على كنوز ثمينة تمثل حضارات متباينة من العالم، ومن حقبات تاريخية مختلفة، قالت الشامسي “هذا الجزء من العالم – الجزيرة العربية – كان ملتقى للحضارات منذ آلاف السنين، والمعرض يعكس الماضي في حاضرنا اليوم”. وعن تفاعل الجمهور مع هذا النوع من المعارض المتخصصة قالت الشامسي “هذا المعرض الثاني من نوعه من ناحية الحجم بعد معرض (روائع بلاد الرافدين) الذي أقيم العام الماضي بالتعاون مع المتحف البريطاني أيضا، غير أنه المعرض الثاني عشر في سلسلة المعارض التحضيرية للمتحف، وكل المؤشرات مبشرة من ناحية اهتمام الجمهور وحضوره وتفاعله مع المواضيع المطروحة في المعارض، خاصة أن البرامج التعليمية والتثقيفية المصاحبة تلبي حاجة الجمهور للمعرفة”. أ ف ب | أبو ظبي