أكد وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، أن الثقافة هي سبيلنا إلى السلام، ولا سبيل إليها إلا بالحوار. وقال خوجة، في كلمته خلال حفل افتتاح الأيام الثقافية السعودية في اليونسكو: ليس للبشرية من ملجأ اليوم إلا بإشاعة روح الحوار والسلام بين الأمم والشعوب والثقافات، وهو ما تدعو إليه الأديان، وتنادي به الفلسفات الإنسانية التي دعا إليها الفلاسفة والمصلحون. وكان الوزير خوجة، والمدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، إيرينا بوكوفا، افتتحا مساء أمس الأول، فعاليات الأيام الثقافية السعودية، التي تستمر ثلاثة أيام، في مقر اليونيسكو، في باريس. وبدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي يحكي سيرة المملكة منذ توحيدها، والنهضة الثقافية والعلمية التي تطورت فيها، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. وألقى مندوب المملكة الدائم لدى منظمة اليونسكو، الدكتور زياد الدريس، كلمة قال فيها إن هذا شرف كبير للمملكة، حيث ننقل للعالم ما كانت عليه في السابق، ثم النقلة التطويرية التي حدثت خلال عشرة عقود. ثم ألقت المدير العام لليونسكو كلمة المنظمة، أعربت خلالها عن شكرها لجهود المملكة في المنظمة ومشاركتها الفاعلة، مبينةً أن الثقافة هي من تقرب الشعوب والحرب هي من يفرقها. أما وزير الثقافة والإعلام، فنوه في كلمته بما تقوم به منظمة اليونسكو من عناية بالثقافة والفنون، وتحدث عن أهمية الثقافة والفن، ودورهما في تطوير المجتمعات. وقال: «أنا أنتمي إلى حضارة جامعة، هي الحضارة العربية الإسلامية، وهي حضارة منفتحة على الآخر، ليس بينها وبينه حدود أو سدود». وأفاد أن المملكة تمتاز في العالم بأن في أرضها مهد الرسالة الإسلامية، وأن في أرضها نشأ الحرف العربي والثقافة العربية العريقة. وقال: ولذلك فإن بلادي تستشعر هذا الإرث الحضاري، لثقافة هي من أعرق الثقافات القديمة في العالم، موضحاً أن المملكة أدركت دورها التاريخي، ورسالتها الثقافية الحديثة، فهي من الدول المؤسسة لميثاق منظمة اليونسكو سنة 1945، وهذا يأتي تعبيراً عن إدراك قادة المملكة لأهمية الثقافة والفنون والآداب في نهوض الأمم والدول. وتشتمل الأيام الثقافية السعودية في اليونسكو على عدد من الأجنحة، بينها جناح الحرمين الشريفين، وجناح الكتب، والفنون التشكيلية، والتصوير الفوتوغرافي، والخط العربي، إلى جانب أجنحة للنخلة والأزياء السعودية. وأقيمت أمس ندوة بعنوان «حوار الثقافات في مواجهة التحديات المعاصرة»، أدارتها الدكتورة ميساء خواجة، بحضور وزير الثقافة والإعلام. وشارك فيها وزير التربية والتعليم السابق، الدكتور عبدالله العبيد، الذي تناول موضوعات حققتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار أتباع الأديان والثقافات، والمواقف المسبقة التي يتخيلها الغرب عن الإسلام، مرجعا ذلك للجهل بحقيقة الإسلام وتعاليمه. كما تطرق إلى التصرفات الطائشة من بعض المحسوبين على الإسلام، الأمر الذي عكس صورة سلبية عن المسلمين. وشاركت المدير العام لمعهد العالم العربي في باريس، منى خزندار، في الندوة، متحدثة عن موضوعات تشغل المهتمين بهذه الحوارات والندوات، وكيفية حماية التنوع في التعابير الثقافية ومواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية. فيما دعا الإعلامي جمال خاشقجي، خلال مشاركته في الندوة، إلى تغليب الحوار على دعوات الصراع.