في العام 1937 قام الأمريكيان: «وليام هانا» و«جوزيف باربيرا» بإنتاج أول فيلم كرتوني ل:«توم» و«جيري» في استوديوهات «مترو غولدوين ماير». ولئن كان: «هانا» هو من تولى الإنتاج فإن شأن الرسم كان من عمل: «باربيرا» بينما اشتغل:«سكوت برادلي» على الموسيقى التصويرية. وعلى مدى ستين عاما تمكنوا من إنجاز قرابة:«300» فيلم رسوم متحركة للتلفزيون. لم آت بشيء جديد؛ إن هي إلا حكاية تأريخ... باتت معروفة لكل أحد؛ بيد أن القصة تبدأ من هنا:مواطن من مضارب «عربستان» أقلقه تسولنا على «الغرب» حتى في أفلام الكرتون!، وبخاصة أنه من مدمنيها، وانتهى به شأن قلقه نحو شك بات يساوره في حقيقة «توم» و«جيري» إذ لم يستوعب أن تكون «أمريكا» أم الحيوانات وحقوقها!، يمكنها أن تدنس تأريخها الحيواني إذ تقدم للعالم «بساسة وفئران» بهذا التنميط وبخاصة أن: «الشهابة.. والعفرته.. والذهانة.. والعنف.. والدفاشة» هي من الصفات التي تتوافر عليها «بساستنا وفيراننا»!هذه الأسباب وسواها ألحت على صاحبنا «الغيور» أن يثبت صحة نسب: «توم وجيري» ويلحقهما بالعرب. وهو الأمر الذي اضطره للسفر ل»أمريكا» وزيارة بيت «وليام» و»جوزيف» وأنفق يومين في ذات البيت منقبا؛ ليظفر أخيرا بمبتغاه؛ إذ وجد تحت«كنبة» مهجورة لم يحفل بها أحد سواه. ليجد تحتها الجزء الخامس من كتاب :«الحيوان» لأبي عثمان الجاحظ المتوفى في العام 255 ه، ومما وكد ظنونه أن الكتاب ظل طيلة تلك السنوات مفتوحا على هذه الصفحة.».. وربما فاجأه السنور«البس/القط» وهو يريد أن يعبر إلى بيته، والسنور في الأرض والفأرة في السقف ولو شاءت أن تدخل بيتها لم يكن للسنور عليها سبيل، فتتحير، فيقول السنور بيده كالمشير بيساره: ارجع. فإذا رجعت -الفأرة- أشار بيمينه: أن عد فيعود. وإنما يطلب أن تعيا أو تزلق أو يدار بها. ولا يفعل ذلك بها ثلاث مرات حتى تسقط إلى الأرض؛ فيثب عليها. فإذا وثب عليها لعب بها ساعة ثم أكلها. وربما خلى سبيلها، وأظهر التغافل عنها فتمعن في الهرب. فإذا ظنت أنها نجت وثب عليها وثبة فأخذها. فلا يزال كذلك كالذي يحب أن يسخر من صاحبه وأن يخدعه وأن يأخذه أقوى ما يكون طمعا في السلامة وأن يورثه الحسرة والأسف وأن يلذ بتنغيصه وتعذيبه»، وكاد «الأمريكان» أن يتداركوا ذلك، إذ يلاحظ الكثير من متابعي سلسلة توم وجيري بعض التغييرات في أشكال الشخصيات الأساسية خاصة توم ففي الأفلام الأولى كان توم أشعث الشعر ولونه أزرق مائل للرمادي ويمشي على أربع وأصبح في الأربعينيات بلون أزرق أكثر تأنقا ويمشي على قدمين.!