برر الكاتب والناقد المسرحي عباس الحايك ضعف مستوى العروض المسرحية التي قدمت في نطاق مهرجان الدمام المسرحي التاسع للعروض القصيرة، والمستمر حتى الثلاثاء على مسرح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، مقارنة بالدورات الماضية، بغياب فرق محلية مهمة كانت تحرص على المشاركة في الدورات السابقة، وكانت عروضها، بحسب الحايك، مميزة عادة، ولذلك تسبّب غيابها هذا العام في ضعف مستوى المهرجان الذي لم يتضمن عروضاً مميزة حتى السبت.ويعتقد الحايك أن المهرجان كان قبل عامين أفضل مما هو عليه اليوم، وتساءل في الوقت ذاته عن مستوى العروض التي رفضت لجنة المشاهدة مشاركتها في هذه الدورة.ويرى الحايك أنه لو قدمت كل العروض لكان من الممكن أن يكون المهرجان بشكل أفضل. وتطرق الحايك في حديثه مع «الشرق» على هامش المهرجان إلى مواضيع عدة، من بينها الافتتاح الذي لم يشد الجمهور، ولم يتضمن أي دهشة «على الأقل أوبريت، أو موسيقى، أما التركيز على التراث الشعبي فلم يكن موفقاً».وقال الحايك إن العرض الكويتي «كرسي الشعب» لم يكن بحجم التوقعات، بسبب غياب ثلاث ممثلات لظروف المملكة.ولم ترقْ للحايك نشرة المهرجان التي يقوم عليها فريق العمل في لجنة الإعلام والنشر بفرع الجمعية، التي يترأسها الزميل يوسف الحربي «إنها صادمة بالنسبة له، ولا تتضمن أي مادة سوى تغطيات واعتماد على الفوتوغراف بشكل رئيس، ولا تعطي القارئ أي فائدة، أو معلومة قد يرجع لها لاحقاً، وهي قريبة للبروشور!».واستنكر الحايك عدم استكتاب المسرحيين الموجودين في هذه النشرة، بالإضافة إلى حجمها الصغير، وتمنى لو كانت من ثماني صفحات لفتح المجال للكتاب والمعلومات المسرحية المتنوعة.أما المسرحي أثير السادة فأشار إلى بداية المسابقة وتركيزها على البعد المحلي في الأعمال المتقدمة، منذ انطلاقتها التي انبنت على تفعيل الحالة المسرحية في المنطقة الشرقية.وأوضح السادة أنه افتقد فرقاً محلية عدة هذا العام، وكان يتوقع أو يتمنى أن يكون لها دور في الحضور في هذه الدورة «ما أفقدنا البعد المحلي للمسابقة». وانتقد الحايك «ثيمة» العروض التي لم يكن لها علاقة بالواقع، أو حتى تشبه الواقع. وأوضح مدير المهرجان، ومشرف لجنة المسرح في فرع الجمعية، ناصر الظافر، أن ما أثير حول عدم مشاركة الفرق المحلية أن الفرق هي من اعتذرت وانسحبت، وأوضح ل»الشرق» اسم كل فرقة والأسباب التي أبدتها للانسحاب، مبيناً استعداده لعرض الخطابات التي كتبوها اعتذاراً عن عدم المشاركة.ومن الأسباب التي أوضحها الظافر أن بعض الفرق اعتذرت لعدم جاهزيتها، وأخرى لعدم وجود ممثلين، وأخرى لانتقادات بسيطة وجهت للعمل.وأكد الظافر أن اللجنة أعلنت أن لجنة المشاهدة كانت ستقدم دعماً للعروض الداخلية لكي لا ترفض أي عمل، لكنهم اعتذروا لعدم جاهزيتهم، ولم ترفض المسابقة أي عرض داخلي.وأشار مسؤول إحدى الفرق التي انسحبت، وهو حسين العبدالمحسن، أن السبب الرئيس لعدم المشاركة هو ظروفه الخاصة، رافضاً إبداء مزيد من التوضيح، أو التفصيل. وأرجع مدير الفرع عيد الناصر اختفاء بعض الفرق هذا العام، سواء بانسحابها، أو بعدم مشاركتها من الأساس، إلى ظروف وأسباب عديدة، كالأسباب السياسية في المنطقة، واستقطاب الشباب للمشاركة في المهرجانات الخليجية للأفلام القصيرة، التي يشارك في التمثيل فيها المسرحيون بلا استثناء «لا يوجد ممثل في الأفلام القصيرة لم يشارك على خشبة المسرح».وأضاف الناصر إلى المردود المادي، الذي قد يكون أغرى الشباب، بالإضافة إلى الشهرة.وأشار إلى المبالغ الكبيرة التي يدفعها المسرحيون من جيوبهم الخاصة، لعدم وجود شركات تتبنى تكاليف الفرق، وعدم قدرة الجمعية على تغطية التكاليف في ظل ميزانية محدودة من المركز الرئيس لا تكفي الضيوف ومواصلاتهم والمطبوعات.وأوضح الناصر وجود بعض المشاركين في الفرق كجمهور، أو كمشاركين في الورش المسرحية التي تقدم إلى جانب المهرجان، ومن حديثه المباشر معهم لم يكن هناك مشكلة محددة، بل وبعضهم يقول «إنها استراحة محارب فقط».وتمنى الناصر أن تحرص الفرق المحلية على المشاركة في الدورة المقبلة للمهرجان.وأشار الناصر إلى خطاب وجهته الجمعية لإمارة المنطقة الشرقية تقترح فيه أن تكون هناك خيمة فنية متنقلة لدعم شباب المنطقة وتطوير عروضهم، وأن تكون هناك عروض مسرحية على مدار العام.وأكد الناصر أن فكرة الخيمة ستعطي مردوداً مادياً للفنانين، إلا أنه أشار إلى عدم تجاوب الإمارة، فهي لم ترد على الخطاب حتى اليوم. من مسرحية «المهرج والشيطان» (الشرق) أثير السادة عباس الحايك ناصر الظافر