أكدت عميدة كلية الآداب للبنات في جامعة الدمام الدكتورة مها بكر، أن مؤتمر «الإسلام والسلام»، الذي تنطلق فعالياته الاثنين المقبل، في الجامعة سيركز على التآخي الإنساني والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع، والنهى عن التعصب الأعمى، وسيشارك فيه نخبة من علماء الأمة الإسلامية. وأوضح مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش، أن المؤتمر الذي يُقام تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وينظمه قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب للبنات في الدمام، يأتي إسهاماً من الجامعة في ترسيخ مفهوم السلام والأمن والاستقرار، الذي يعبر عن صميم السياسة السعودية، التي تنشد السلام وتسعى لترسيخه من خلال مواقف وخطوات إيجابية وعملية يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال مبادراته البناءة، التي وجدت قبولاً وتجاوباً من الكثير من دول العالم، لأنها تؤكد أن السلام في الإسلام أساس قامت عليه تعاليمه، ودعت إليه توجيهاته ،وتربى عليه أتباعه. وأكد على أنه يأتي ضمن دور الجامعة في خدمة المجتمع، وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام، الذي يتميز بالتسامح والتقارب ويبتعد عن العصبية، والذي يأتي بدوره ضمن التوجه العام للمملكة، ويشارك في المؤتمر نخبه من العلماء والمفكرين على مستوى الوطن العربي، حيث يُعدُّ تواجدهم في هذا المحفل الضخم فائدة علمية جمَّة، من خلال أطروحاتهم والأوراق العلمية التي ستقدم خلال فترة المؤتمر، وتسعى الجامعة من خلاله والمؤتمرات المقبلة إلى الرفع من المستوى العلمي وإيصال الفائدة العلمية للجميع، من خلال دعوة العلماء من شتى بقاع العالم في جميع التخصصات الطبية والعلمية والأدبية وغيرها من العلوم. من جانبها، قالت الدكتورة مها بكر إن المؤتمر الذي يُعقد بمشاركة كوكبة من العلماء والباحثين والمفكرين، يهدف إلى التأكيد على دعوة الإسلام إلى السلام بمفهومه الشامل، لإشاعة الأمن والطمأنينة في المجتمع الإنساني، حيث دعا إلى نشر قيم الحب والتراحم و التآخي الإنساني والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع، ونهى عن التعصب الأعمى، وبهذا المنهج تميز المسلمون في حضارتهم التي كانت تحمل محتوى إنسانياً شمل المسلمين وغيرهم، وتميزت الحضارة الإسلامية بهذه السمة الفريدة، فقد أسست هذه الحضارة لعلاقة متميزة بين المسلمين وغيرهم، قامت على أساس من التسامح والتعايش الذي ساد المجتمعات الإسلامية. وقالت الدكتورة بدرية الحسين، أن المؤتمر يندرج ضمن عدة محاور رئيسة: المحور الأول بعنوان (الإسلام والسّلام الإنساني)، يتضمن هذا المحور عدداً من الموضوعات المهمة مثل «منهج الإسلام في تأصيل السلام العالمي»، و»قيم الحب والإخاء والتّكافل والتّراحم بين البشريّة في الإسلام». والمحور الثاني بعنوان «الإسلام والسلام الفكري»، واندرج تحت هذا المحور عدد من القضايا المهمة مثل «الدعوة إلى التفكُّر والتدبُّر من أجل تحقيق السلام»، و»الإسلام والجدل السلمي مع غير المسلمين»، و»الإسلام وحريَّة الفكر والمعتقد». والمحور الثالث بعنوان «الإسلام والسلام الاجتماعي»، و يسلط الضوء على المجتمع الإنساني، وذلك بالتركيز على عدد من الموضوعات المهمة في هذا الصدد مثل «السلام الأسري في الإسلام»، و»الحقوق والواجبات الفردية والجماعية والسلام في الإسلام»، و»العلاقات الاجتماعية والسلام الاجتماعي». والمحور الرابع بعنوان» الإسلام والسلام الاقتصادي»، و يستعرض دور الإسلام في تحقيق السلام الشامل والأمن الاقتصادي، من خلال «الاقتصاد الإسلامي والسّلام العالمي»، و»الاقتصاد الإسلامي والحلول المقترحة لأزمات الاقتصاد العالمي»، و»التنمية الإسلامية والتحديات الاقتصادية المهدِّدة للسلام». والمحور الخامس بعنوان «الإسلام والسَّلام السياسي»، و يبرز هذا المحور موقف الإسلام من عدد من القضايا الشائكة، التي تتصدر المشهد الراهن وتحتاج إلى بيان موقف الإسلام منها، مثل «العدل السياسي في الإسلام»، و»موقف الإسلام من الشِّقاق والنزاع والخلافات السياسية»، و»موقف الإسلام من الإرهاب». والمحور السادس بعنوان «الإسلام والسّلام البيئي (الإسلام دين أخضر) ويستعرض الرؤية الإسلامية الشاملة للبيئة ومشكلاتها، والعمل على تصحيح المسار وبيان مواطن الخلل بالاعتماد على تعاليم الإسلام، ويتضمن هذا المحور عدداً من الموضوعات أهمها «البيئة في الإسلام والسلام الإقليمي والدولي»، و»المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها»، و»المشكلات البيئية (الاحتباس الحراري، التلوث، الأوبئة والكوارث) وحلولها من منظور إسلامي».