بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية بأعمال تسوير المواقع الأثرية في محافظة القطيف. وانطلق العمل فعلياً، أمس، بتسوير قلعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني الأثرية في بلدة دارين بجزيرة تاروت، بعد أن نقلت المعدات اللازمة والمواد الأساسية لترميم القلعة، أمس الأول. وأوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، عبداللطيف البنيان، ل «الشرق»، أن تسوير القلعة يأتي ضمن مشروع تسوير المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من تسوير عشرة آلاف متر طولي في مواقع مختلفة، وبقي أربعة آلاف متر جاري العمل على إنجازها. وتأتي هذه الخطوة، بعد أن أعلنت الهيئة، في وقت سابق، نيتها لترميم هذه القلعة الأثرية، التي يمتد عمرها التاريخي لأكثر من 500 عام بحسب أحد المؤرخين، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع ورثة محمد الفيحاني حول نزع ملكية الموقع وتعويضهم، إلا أن الأمر توقف «على استلام الورثة للمبلغ من المحكمة عن طريق (شيك)». وقال مدير متحف الدمام، عبدالحميد الحشاش، إن تأخر ترميم القلعة يعود إلى «أن حالة الوريث الصحية، فيما يبدو، تحول دون ذهابه إلى المحكمة لإنهاء الإجراءات». وتعد هذه القلعة الأثرية، من المعالم الأثرية في محافظة القطيف، وسعت الهيئة في أوقات سابقة إلى ترميمها إلا أن خلافها مع الورثة حال دون ذلك. وذكر الدورة، في حديث سابق ل «الشرق»، أن القلعة سكنها تاجر اللؤلؤ محمد الفيحاني سنة 1303 هجرية، «وبدأت، منذ ربع قرن، ترمي بحجارتها واحدة تلو الأخرى حتى ملت من الصبر، وتساقطت الجدران واحداً تلو الآخر، في انتظار مَنْ يعيد لها هيبتها المعمارية إلى سابق عهدها»، لافتاً إلى أن هيئة السياحة والآثار بدأت مفاوضات لشراء الموقع من ورثة الفيحاني منذ عام 1984 وحتى الآن، ومن الواضح أن تلك المفاوضات لم تسفر عن نتيجة، وإنما أدت لتحويل القلعة إلى أطلال، «وإذا لم تتم المبادرة الآن إلى إعادة بنائها، فلن يكون لها أثر في سنة 1440». وأكد المؤرخ الدورة أن القلعة كانت قبل 25 عاماً، محافِظة بشكل كبير على بنائها وجدرانها، ولكنها تحولت إلى كومة من الحجارة تدريجياً بسبب الإهمال، وأمام أعين ومرأى جميع الجهات المعنية، دون أن يحركوا أي ساكن لحمايتها ولو بشكل مؤقت، مشيراً إلى أنه لم يبقَ منها، حالياً، سوى أساسات، وجدار يحتوي على مجموعة الأقواس، المصممة على الطراز الإسلامي العباسي.