يعتبر مسرح “هاورد ثياتر” في واشنطن أول صالة بنيت للسود في الولاياتالمتحدة، والذي أعيد فتح أبوابها الخميس. وهذا المسرح أحييت فيه أيلا فيتزجيرالد حفلات غنائية شأنها في ذلك شأن ساره فوغن، وأريثا فرانكلين، وديوك ألينغتون، وجيمس براون، ومارفن غاي، ومايلز ديفيس. واستضافت مساء الخميس قاعة الاستعراضات هذه المصنفة مبنى تاريخياً قبل 32 عاماً، مجدداً، آلاف المدعوين والممثلين والعازفين والمغنين السابقين في حفلة استثنائية تحتفي “بإعادة إحياء” هذا المكان الأسطوري بالنسبة للسود الأمريكيين. وقال جو كولمان المغني السابق في فرقة “بلاترز” لوكالة فرانس برس على السجادة الحمراء “هذا يعيد إلي كثيراًمن الذكريات ويعيدني إلى الوراء كثيراً”. عندما افتتحت الصالة في 2 أغسطس 1910 في حي أسود في العاصمة الأمريكية يلقب ب”برودواي السود” قبل 24 عاماً من افتتاح مسرح “أبولو ثياتر” في هارلم في نيويورك، كان “هاورد ثياتر” يعتد بأنه “أكبر قاعة استعراض لغير البيض”. ويؤكد برنارد ديمجوك الأستاذ الجامعي المتخصص بتاريخ السود لوكالة فرانس برس “كانت مرحلة من التمييز العنيف، مرحلة كان فيها الفنانون السود الذين يتمتعون بموهبة رائعة، محظورين من الغناء، أو العزف، في صالات مخصصة للبيض” في الولاياتالمتحدة وذلك حتى نهاية ستينات القرن الماضي. ويضيف الأستاذ في جامعة جورج واشنطن “فقاموا عندها بتشييد صالات خاصة بهم”. ويوضح أن “هاورد ثياتر كانت الأولى والأكثر أهمية وشهرة بينها. تحول صوتا للسود في “حركة زنجية جديدة”. كان يهدف إلى أن يكون صوتاً لتطلعاتهم بالعدالة الاجتماعية والسياسية من خلال الفنون”. وكان “هاورد ثياتر” يتسع ل1200 مقعداً وواجهته مشيدة على الطرازين “النيوكلاسيكي” والنهضة الإيطالية. واستضافت الصالة على مدى عقود حفلات جاز وبلوز وروك ومسرحيات ومسابقات هواة. مسيرة ديوك ألينغتون انطلقت منه تماماً مثل مسيرة أيلا فيتزجيرالد ومارفن غاي و”ذي سابريمز” (مع ديانا روس). وقد غنى في هذه الصالة أيضاً سامي ديفيس جونير ولينويل هامبتون وديزي غيليبسي وقد استمع إليهم جمهور اختلط فيه السود والبيض والأغنياء والفقراء. فرانكلين روزفيلت الرئيس الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، كان يرتاد الصالة مع زوجته. وبدأ نجم القاعة بالأفول مع اضطرابات العام 1968 التي تلت اغتيال مارتن لوثر كينغ وتداعي الحي، فأغلقت أبوابها العام 1970. وأعيد فتح المسرح وإغلاقه مرات عدة قبل أن يتوقف نهائياً عن العمل في الثمانينات، ويتداعى مبناه. وأعادت أعمال كلفت 29 مليون دولار من أموال خاصة وعامة، إلى المبنى رونقه السابق مع واجهته الأصلية التي فيها 17 نافذة. أما القاعة الداخلية وشرفتها مع ديكورها الأنيق من الخشب الفاتح اللون والأشكال الكروية التي تذكر بطراز “آر ديكو” فتتسع ل650 طاولة و1100 شخص وقوفاً. ستيفن بنسوزان رئيس شركة “بلو نون إنترنتامنت غروب” التي ستتولى برمجة العروض أعلن من الآن حفلات لتشاك بيري وجيري لي لويس وجوني كليغ وحفلات غوسبل وفلامكنو. وأوضح “سنقدم أنواعاً مختلفة من الموسيقى مع احترام طابع هاورد أي الموسيقى الجيدة الراقية”. وتقول جانيل لاتني الموظفة البالغة السادسة والخمسين “لقد ترعرت هنا في الجوار. لقد أتيت مع عائلتي إلى هذا المسرح طفلة ومراهقة لقد حضرت مارفن غاي وفرقة “تامنتيشنز”. إن إعادة فتح المسرح لأمر رائع”. أ ف ب | واشنطن