من كان يتخيل أو يصدق أن تدمر الثورة المصرية التي من أجلها دفع الشعب المصري الغالي والنفيس حتى يتخلص من حكم دكتاتور دمر هو وأعوانه مصر ودمر اقتصادها. لقد ثار المصريون حتى يخرجوا من السجن الذي حبسهم فيه مدة ثلاثين عاما عانوا خلالها من البطالة والفقر والظلم. واليوم تحاول كل الأحزاب المصرية على اختلاف انتماءاتها اليسارية والليبرالية والإسلامية استغلال هذه الثورة الشعبية وقطف ثمارها والوصول للسلطة حتى لو كان الثمن التحالف مع خصومهم وفلول النظام السابق وحتى الشيطان. لقد ذبحت الثورة المصرية التي أبهرت العالم أجمع والتي كان ينتظر منها تحقيق الحرية للشعب والعدالة الاجتماعية للمواطنين. ذبحت على يد شخصيات انتهازية لا تكترث إلا بمصالحها الخاصة وليس بمصالح الشعب الطامح للعدالة والكرامة وعودة الأمن في الشوارع. إن حمى الانتخابات لرئاسة مصر أبرزت أشخاص يذوبون عشقا للمال والسلطة حتى وإن كان الثمن التضحية بالثورة ومبادئها التي دفع خيرة شباب مصر ثمنها من دمائهم. إن معركة الوصول إلى السلطة اشتعلت فيها اليوم ديناميكيات محمومة لا تخلو من تدخل أجنبي بالتعاون مع بقايا الفساد التي خلفها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وإلا كيف يرشح أحمد شفيق نفسه أو عمر سليمان أو غيرهما؟ ما نرى في مصر ليس روح الثورة الشبابية، بل نرى حملات تشويه السمعة لبعض المرشحين، ومحاولات الحصول على رضا المجلس العسكري وفلول النظام السابق. هذه ليست روح مصر وسماحة شعب مصر. هذه مبادئ وأخلاق النظام السابق الانتهازية، فالثورة في بلاد النيل كانت ثورة حرية وفكر وخلق رفيع وتسامح. فعلى الشعب المصري محاربة كل ماله علاقة بالفساد وطرد فلول النظام السابق وأعوانه حتى في المجلس العسكري، وتصحيح مسار الثورة وإلا سيرجعون من جديد لنقطة البداية وعنق الزجاجة التي حاربوا من أجل الخروج منها.