هزت عدة انفجارات وقعت في نفس التوقيت أنحاء مختلفة من العاصمة السورية دمشق عشية إعلان النظام السوري إنهاء العمليات العسكرية وسحب الجيش إلى ثكناته وفقاً لمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، كما تزامنت مع انفجارات أخرى في بعض المدن السورية. واعتبر بعض المراقبين للوضع السوري أن تلك الانفجارات هي من صنع النظام لخلق ذريعة لعدم سحب الجيش بشكلٍ كامل خصوصاً وأنها أتت بالتوازي مع حملة قامت بها وسائل الإعلام السورية الرسمية تظهر عدم رضا مواطنين سوريين عن قرار سحب الجيش وتمسكهم ببقائه في المدن. وفي ريف دمشق، أكد ناشطون من مدينة جرمانا ل “الشرق” أنه حوالي الساعة الواحدة من فجر أمس الخميس انفجرت سيارة على الطريق العام عند مفرق الروضة، تسببت في جرح شخص واحد وإحداث حريق في المبنى القريب منها، وأضافوا أن سيارات الإطفاء والإسعاف وصلت بعد أقل من دقيقتين من حدوث الانفجار، كما تم رصد سيارتين من نوع جيب تحملان لوحات لبنانية وتقلان عناصر مسلحة وصلت إلى موقع الحادث وبدأت في إطلاق نار في الهواء بمشاركة بعض عناصر الشبيحة التي ملأت المكان. كما أكد ناشط من تنسيقية “الحجر الأسود” وقوع انفجارين حوالي الواحدة والنصف من فجر الخميس هزا أرجاء المدينة، وأضاف الناشط “تَبِعَ الانفجار إطلاق نار كثيف في حي الأعلاف وحي الثورة استمر لأكثر من ساعتين كما انتشرت عناصر الأمن والشبيحة في كل شوارع المنطقة، ما تسبب في ترويع السكان”. وتزامن انفجارا الحجر الأسود وجرمانا مع انفجارين آخرين في كل من زملكا والقابون التابعة لمدينة دمشق إضافة إلى إطلاق نار كثيف في حي المهاجرين وحي الشهبندر في قلب العاصمة. وفي حماه، هزت ثلاثة انفجارات عنيفة منطقتي الجب وشرق البحرة تبعهم إطلاق نار كثيف من قِبَل الحواجز الموجودة في المنطقة بحسب الناشطين الذين أكدوا أن النظام يجهز حاجزا ثابتا على دوار الأربعين الذي يتم حفر خندق كبير فيه مع انتشار القناصه أعلى المباني المرتفعة، وبيَّن الناشطون أنهم لم يعرفوا إلى الآن هل الخندق تم تجهيزه لوضع دبابة فيه أم سيتحول إلى مكان لتمركز الجنود. وفي محافظة درعا، أفاد الناشطون بأن الحواجز الأمنية الموجودة في المحافظة تلقت أوامر باستفزاز المواطنين من خلال إيقافهم لساعات طويلة بحجة تشديد الإجراءات الأمنية إضافة إلى تفتيشهم جسديا بهدف إهانتهم، وأضاف الناشطون أن الدبابات والآليات لازالت تحتل شوارع مدينة درعا وكافة مدن وقرى وبلدات المحافظة وتعمل على تقطيع أوصال مدينة درعا وكافة مدن وبلدات المحافظة من خلال نصب الحواجز العسكرية فيما تنتشر القناصة على الأسطح والمباني العالية. ونوه الناشطون بقيام الجيش الأسدي بإخفاء الآليات العسكرية خلف سواتر ترابية حيث تم رصد العديد منها في بعض المدن والبلدات كخربة غزالة والنعيمة، وأشاروا إلى قيام الأمن المتواجد على الحواجز في مدينة الحراك باعتقال كل مواطن لا يحمل فاتورة كهرباء أو مياه.