المواطنون الذين يضّحون بأنفسهم أو الوافدون الذين أحبُّوا هذا البلد الطيب وضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» هؤلاء يشعرونك بأن الدنيا ما زالت بخير، وأن الأمة كالغيث لا يعلم خيرها في أولها أم في آخرها، ومن أروع الأمثلة التي سطَّرها أبطال جادوا بأرواحهم رخيصة من أجل إغاثة غريق أو حريق أولئك الشبان الثلاثة الذين اقتحموا وادي مشار وهو في ذروة هيجانه بسيل عارم مستجيبين لصرخات امرأة ضعيفة تصرخ مستنجدة لينقذوها بعدما فقدت الأمل في النجاة، والبطل الوافد فرمان خان من باكستان الذي وضع كل قوته في مجابهة سيول جدة فغاص وأنقذ الأول، ثم رمى بنفسه في لجة السيل وأنقذ الآخر، ثمّ الذي بعده حتى أنقذ 14 نفساً ثمّ تكون المحاولة الأخيرة والتي أصبح فيها هو الضحية ملاقياً ربّه برصيد 14 نفساً قد تسبب -بعد الله- في نجاتها من موت محقق، ثم لن ننسى تضحيات معلمات مدارس براعم الوطن بجدة الثلاث اللاتي فضّلْنَ البقاء في مواجهة النيران بعدما تعرّضت مدرستهن للحريق وقدَّمْنَ أنفسهن سلَّم نجاة من أجل أن يُنقذْنَ الصغيرات اللاتي حاصرتهن النيران والدخان ثمّ ليقضين في النهاية شهيدات. آخر مثال مشرِّف ما قام به المواطن البطل ناصر بن قبلان آل مشني والذي أنقذ كما ذكرت لنا صحيفة الشرق في عددها 126 أربعة مواطنين بعد انفجار سد وادي النبعة بتثليث بالمنطقة الجنوبية لينضم إلى الأمثلة السابقة في دروس التضحيات من أجل صرخة مستنجد يستغيث، نرجو الله أن يجزل له الثواب في الدنيا وفي الآخرة.