ضربت لنا المعلمة الشهيدة ريم النهاري أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والعمل الإنساني البطولي، بنبل وشجاعة قدمت نفسها لتنقذ طالبتها من النيران. ريم النهاري ذات الخمسة وعشرين ربيعا تعمل معلمة للتربية الإسلامية في مدرسة براعم الوطن الاهلية بمحافظة جدة بمرتب وقدره (ألفا) ريال. من أسرة محدودة الدخل تكفلت بتربية أشقائها السبعة أحدهم معاق بعد وفاة والدتهم، ووالدها يعاني من مرض بالقلب. تحملت مسؤولية عائلتها في سن مبكرة فكانت الأم والأخت والمربية عملت براتب زهيد لتسد حاجة عائلتها وتخفف من أعباء الحياة على والدها المريض. ريم النهاري التي قامت بعمل بطولي مشرف وإنساني في إنقاذ عشرين طالبة لم تتركهم للنيران وتقول هناك من ينقذهم ولكنها أبت بكل شهامة وشجاعة ألا تغادر حتى تنقذ أنفسًا بريئة لا تعرف كيف تتصرف في تلك اللحظات الصعبة. العمل البطولي الكبير من المعلمة ريم النهاري يحتاج لتدريب وإتقان فكانت ساعة تلك اللحظة على قدر كبير من المعرفة والتمسك بإرادة قوية في إنقاذ طالباتها من لهيب النيران فأخذت في إنقاذهم طالبة تلو الأخرى فأنقذت فصلا كاملا عشرين طالبة ، ريم النهاري قدمت أعظم درسا في الفداء والتضحية كشمعة احترقت من أجل الآخرين. إنه عمل بطولي راسخ في أذهان الجميع المسؤول والمجتمع، لا نستطيع أن ننسى تلك التضحية التي قامت بها المعلمة الشهيدة ريم النهاري والعمل البطولي الكبير إصرارا وعزيمة على إنقاذ الطالبات وحين اقتربت النيران من جسدها الطاهر رمت بنفسها لتلقى ربها وهي صائمة مؤمنة بقضاء الله وقدره. سطرت ريم النهاري في قصتها البطولية فصولاً من أجمل وأروع التضحيات الحاضرة التي تجلت فيها يد الرحمة والإنسانية في إنقاذ طالبات الروضة وذلك قبل أن تلقي بنفسها بعد أن أنقذتهن جميعهن باحثة عن طوق النجاة إلا أن القدر عاجلها. رحلت وتركت خلفها أسرة منكوبة فالاب المريض والاخوة لا يزالون في سن صغيرة وأخا معاقا ودخل أقل من المحدود. لذا فقد وجب تكريم المعلمة الشهيدة الشجاعة. ونحن نعلم بأن ولاة الأمر يحفظهم الله في هذا الوطن حريصون على تكريم كل من يبادر في العمل الانساني ويقدم التضحية لأجل الوطن والمجتمع . إنها تستحق التكريم وأن تحظى أسرتها بالمميزات التي يحظى بها شهداء الواجب. فلقد جسدت قصة بطولية بأحرف من ذهب. رحمها الله رحمة واسعة، وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.