سطر عدد كبير من طلاب ثانوية رضوى المجاورة لمدرسة البنات المحترقة أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية عندما سارعوا للمشاركة في عملية إنقاذ طالبات ومعلمات المدرسة المحترقة فور سماعهم لأصوات الاستغاثة ومشاهدتهم تصاعد ألسنة النيران من داخل مدرسة البنات وأكد عدد من الطلاب أنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لمشاركتهم في إنقاذ المحتجزات والتي تزامن ارتفاع بكائهن وعوائلهن بالتزامن مع انصرافهم، حيث سارع عدد كبير من الطلاب يتسلق أسوار المدرسة والاستعانة بأشمغتهم وسجاداته كتبهم المدرسية في عمليات الإنقاذ والإنزال للمحتجزات وقال الطالب حفص بهجت المظلوم: إنه فؤجئ أثناء انصرافه من مدرسته التي لا تبعد عن مدرسة البنات سوى أمتار معدودة بأصوات استغاثة الطالبات والمعلمات، حيث قام على الفور وبمشاركة مجموعة من زملائه بتسلق سور المدرسة المحترقة والاستعانة بسجادات كتبهم وأشمغتهم في عملية الإنقاذ من خلال ربط عدد من السجادات والأشمغة على هيئة حبل إنقاذ ورميها للمحتجزات في الأدوار العلوية للاستعانة بها في النزول، مؤكدا انه تم إنقاذ أكثر من 27 من المحتجزات بفضل الله ثم بفضل طلاب المدرسة، معربًا عن مشاعر الاعتزاز بما قام به هو وزملائه امتثالا لقول الله تعالى (ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا). ويلتقط طرف الحديث الطالب علي حسن القيشاوي والذي أكد أن واجبه حتم عليه تلبية نداء هؤلاء البريئات اللاتي كن يعيشن موقفا مأساويا يدمي القلوب، مؤكدا انه نسي كل المخاطر التي تواجه من عملية اقتحامه لمبنى المدارس ولم يكن يخطر في باله إلا شيء واحد وهو مد يد العون لهؤلاء المحتجزات التي كان اغلبهن فتيات في عمر الزهور، موضحا أن بعض زملائه المتطوعين تعرضوا لإصابات وجروح طفيفة من شظايا زجاج النوافذ ولم تمنعهم هذه الإصابات من إكمال مهمة الإنقاذ. أما الطالب محمد الغامدي فأكد أن مشاركة طلاب مدرسته لم تكن حكرا على الصفوف العليا بل إن العديد من طلاب الصفين الأول والثاني ثانوي شاركوا زملائهم طلاب المرحلة النهائية للثانوية في عملية الإنقاذ وتقديم يد العون، مشيدا بتعاون منسوبي الدفاع المدني معهم والذين حرصوا على توزيع كمامات الواقية من خطر الأدخنة على جميع المنقذين، مبينًا أن دوره كان مساندة فرق الإنقاذ من خلال الإمساك بأطراف البطانيات التي كانت توضع في فناء المدرسة أثناء نزول المحتجزات من الأدوار العلوية، حيث ساهمت هذه البطانيات في التقليل من الإصابات. وفي السياق ذاته عبر عدد كبير من أولياء أمور طالبات المدرسة المنكوبة عن تقديرهم لشجاعة ورجولة طلاب ثانوية رضوى والذين شاركوا في عملية الإنقاذ، مؤكدين أن هؤلاء الطلاب استطاعوا بهذا العمل النبيل تغيير العديد من المفاهيم التي كانت تعشعش في أذهان الكثير من أفراد المجتمع والذين كانوا ينظرون لهم في السابق بأنهم فئة لا هم لها سوى معاكسة وترقيم الطالبات.