هاجم تنظيم القاعدة صباح أمس موقعا عسكريا في محافظة مأرب شرق اليمن، واشتبك مع قوات الجيش اليمني في منطقة الشيكال على طريق مأرب صافر بالقرب من المنشآت النفطية. وقال التنظيم إن الهجوم أسفر عن مقتل 15 جنديا ومسلحا واحدا من القاعدة، غير أن مصادر قبلية تحدثت ل «الشرق» عن مقتل تسعة جنود وإصابة ثمانية آخرين ومقتل وإصابة 11 من القاعدة. وأضاف التنظيم، في بيانٍ صحفي تلقت «الشرق» نسخة منه، أن مقاتليه استخدموا في الهجوم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واستمر الاشتباك مدة نصف ساعة تمكن المسلحون بعدها من غنم طاقم عسكري ومدفع بي 10 ودشكا ومجموعة من بنادق الكلاشنكوف. القاعدة تصمم على اقتحام «لودر» وعن مدينة لودر في محافظة أبين جنوب اليمن، التي شهدت أمس الأول مواجهات عنيفة بين عناصر القاعدة من ناحية وقوات الجيش واللجان الشعبية من ناحية، قالت القاعدة إنها تحاصر المدينة بهدف استعادة السيطرة عليها بعد خروج مقاتلي التنظيم منها منذ نحو عشرة أشهر. وأوضحت جماعة أنصار الشريعة، إحدى مكونات تنظيم القاعدة، أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم وإصابة ستة عشر آخرين، فيما غَنِمَ مقاتلو الجماعة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من بينها أربع دبابات وثلاثة مدافع دي سي وقواذف صواريخ بي 10 ومضاد طيران 23 وعدد كبير من الأطقم العسكرية من بينها طاقمين مصفحين. وأعلنت الجماعة نجاح مقاتليها في السيطرة على أطراف المدينة بعد أن تمكنوا من إسقاط ثلاثة مواقع عسكرية تابعة للواء 111 وغنم ما بها من أسلحة. وأكد أنصار الشريعة أن قواتهم تمكنت من فرض حصار قوي على المدينة استعدادا لدخولها، وأنهم صدوا حملة عسكرية تقدمت من اللواء 111 بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الجنود بين قتيلٍ وجريح. وفي الإطار ذاته، قالت مصادر محلية في «لودر» ل «الشرق» إن مسلحي القاعدة يفرضون لليوم الثاني على التوالي حصارا على المدينة ويتمركزون في مواقع في محيطها بعد أن فشلوا في اقتحامها لدفاع مقاتلي اللجان الشعبية واللواء 111 مشاة عنها. وأضافت المصادر أن الطيران الحربي شارك في المعركة أمس بقصف موقع لمسلحي القاعدة في محيط لودر، في محاولة للتخفيف من الحصار المفروض عليها. وأشارت المصادر ذاتها إلى وصول مجموعات قبلية من ضواحي لودر إلى المدينة لمشاركة اللجان الشعبية وقوات الجيش في حمايتها من السقوط في أيدي تنظيم القاعدة، بعد اتصالاتٍ أجراها الرئيس عبدربه منصور هادي مع عددٍ من رموز قبائل في محافظة أبين دعاهم خلالها لضرورة الاحتشاد والوقوف إلى جوار الجيش حتى لا تكون «لودر» أول مدينة تسقط في يد القاعدة في عهده. الرئيس البيض يدعو الجنوبيين لمواجهة القاعدة بدوره، دعا الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الجنوبيين إلى سرعة تشكيل لجان شعبية تدافع عن مصالحهم العامة والخاصة وتواجه القاعدة. وناشد «البيض»، في بيانٍ صحفي صادر عن مكتبه، المجتمع العربي والدولي «إدانة الجرائم التي ترتقي إلى حرب إبادة بحق شعب الجنوب»، وطالب بمساندة شعب الجنوب الذي يقاوم، حسب بيانه، قوى الاحتلال وقوى الشر والإرهاب التي تدور في فلكه. واتهم «البيض» الاحتلال اليمني، حسب تعبيره، بالعمل على «تسليم الجنوب لرديفه الأكثر إرهابا والأكثر تخلفا بعد سقوط معسكرات بعدَّتها وعتادها تباعا في كل مناطق ومحافظات الجنوب المحتل بيد ما يسمى بأنصار الشريعة»، معتبرا ما يجرى في محافظة أبين ولودر دليلا قاطعا على الرفض الشعبي لقوى الشر والإرهاب، وهو ما بدأ يُتَرجَم في المشاركة المجتمعية لشعب الجنوب في مكافحتها. وأبدى الرئيس الجنوبي السابق رفضه التام لتحويل أرض الجنوب الى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى الاحتلال اليمني المتصارعة، حسب وصفه.