تتصدر الأزمة السورية والتطورات الأخيرة فيها، مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان بعد غد الجمعة الذي سيصل الرياض غداً. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق» من مصادر دبلوماسية سعودية في الرياض، فإن الملف السوري سيتصدر مباحثات الزعيمين، في وقت دخلت فيه مبادرة مندوب الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، حيز التنفيذ أمس دون وقفٍ لإطلاق النار، بل وتراجع النظام السوري عن التزاماته بتطبيق خطة عنان وعبر طلب ضمانات من دولٍ عدة، من بينها المملكة العربية والسعودية، وتركيا، بعدم تسليح المعارضة، واعتبر الناطق بلسان الخارجية السورية المقاومة مجموعاتٍ من «الإرهابيين والخارجين عن القانون». وتقضي خطة عنان بوقف إطلاق النار وسحب جميع الآليات العسكرية من المناطق والمدن، وهو الأمر الذي التف عليه نظام الأسد. وبالعودة للمباحثات السعودية التركية، فإن الأزمة السورية وإيجاد طرق جديدة أكثر فاعلية ستكون ضمن المباحثات بين الزعيمين الجمعة في الرياض، ويقود إلى ذلك التوافق التركي السعودي بشأن الأزمة السورية، كون رؤية البلدان تجتمع عند نقطةٍ واحدة، تنبثق من أن نظام الأسد لن يذعن للمتطلبات الدولية القائمة على الإرادة الشعبية السورية إلا بالقوة، وهو الخيار الذي يبقى وحيداً أمام استمرار الأسد بالقتل وتدمير المدن وارتكابه للجرائم التي لم يشهد العصر مثيلاً لها. وكانت تركيا شهدت أول أمس إطلاق نار على مخيم «كلس» لللا جئين السوريين من قبل جيش الأسد، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص وهو تطور يحدث لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية، وحيث يسعى النظام السوري إلى تحويل الأزمة السورية الداخلية لأزمةٍ دولية من خلال انخراط إيران بشكل مباشر في الأزمة، وكذلك حزب الله اللبناني ونظام نوري المالكي الذي أعلن صراحة وقوفه إلى جانب الأسد، وكذلك الموقف الروسي الذي ما زال مصرا على دعم بقاء الأسد وتزويده بكل أنواع الأسلحة.