خمِّن.. كم عدد الأعياد والاحتفالات في قارة ما؟ قلص العدد ليتناسب مع شبه قارة. أهلا بك في الهند.. بلد الديانات واللغات والأعراق والطبقات، بلد الخيال الخصب في خلق الفرص لرسم البهجة على الثغور البائسة الفقيرة.. أهلاً بك في بلد ال (26) عيداً ما بين ديوالي والهولي والغانيش والدورغابوجا والفطر والميلاد والبوذاجانتي و... و... إلخ. على فقرهم يمضي الهنود عامهم ببهجة ما إن تغيب حتى يلوح طيفها مرة أخرى وهم متفوقون بذلك على كل سكان المعورة، لكن يبدو أن كل تلك البهجة والعطل المصاحبة لها باتت تؤثر على إنتاج الفرد في منظومة الاقتصاد الوطني، مما حدا بالحكومة إلى محاولة تقليص تلك الأعياد إلى ثلاثة أعياد رسمية (يوم الاستقلال – يوم الجمهورية – غاندي جايانتي) مع إبقاء الخيار لكل إقليم لتحديد المناسب له من الأعياد الأخرى وتخيير الفرد في قضاء ثلاثة من أصل كل الأعياد في إجازة. يعتقد الجميع في الهند أنه سعيد فالفرد لم يخسر الكثير من بهجته والحكومة حافظت على هيبة الدولة من خلال تقنين هدر الطاقة البشرية.. لله درهم الهنود شعب (مبسوط). هل تعتقد ذلك؟! إذاً فأنت ترى الجانب المضيء فقط! أما الوجه المظلم فهو يكمن في الصناعات والتجارة الجبارة القائمة على استحلاب جيوب الفقراء في بلد يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي فيه (1068) دولاراً بحجة التزود بمستلزمات الأعياد غير المنتهية. المحصلة الأمر ليس له علاقة بالأديان ولا العادات بل هي عجلة افتصادية تبقي تلك الأعياد في حالة تجدد لتنعم جيوب الهوامير بالنقد. بالمناسبة قريبا سنكتب سعودي مسروق وسعيد والسبب الاحتفالات الآخذة في الانتشار كالفطر بين جنباتنا.