باصات المطارات بجدة والرياض التي تقل الركاب من الطائرة إلى صالة القدوم أو من صالة المغادرة إلى الطائرة، هي باصات تستحق التأمل، ليس لكبرها ونظافتها والتزامها بالمواعيد، ولكن لتلك المشانق المنسدلة من الأعمدة الأفقية لكي يحشر الركاب وقوفا ممسكين بها حتى تنقلهم إلى محطتهم التالية، ولأني من مرتادي الرحلات التي تستهدفها هذه النوعية من الباصات المجهزة بالحبال، القادمين من المناطق التي لا يوجد من بين ركابها شخصيات كبيرة، فإنني ألفت هذا النوع من الباصات وأصبحت من كثرة المراس أستطيع أن أحفظ توازني بدون أن أمسك بالحبل، كفارس يمتطي فرسه بدون لجام، ومع هذا لا يزال حب الفضول في معرفة من يقف خلف هذا الاختراع يراودني! وهل هو سعودي أم وافد أعجبنا اكتشافه فطبقناه لأنه يتناسب مع خصوصيتنا كوننا أمة تحب أن تقف شامخة على الدوام مستمسكين بالعرى الوثقى؟ فضولي الآخر: لماذا لم يطور هذا الابتكار الظريف شأنه شأن ابتكارات عالمية كثيرة تم تطويرها عبر الوقت؟، فمن الظلم أن يبقى منذ عشر سنوات مجرد حبل منسدل ومنتهٍ بدائرة في حجم رأس الخروف، أعتقد أنه حان الوقت لتطويره على الأقل لينزل قليلا عبر أعمدة رأسية فيكون على شكل حزام ذي طرفين يدخلان في بعضهما البعض حتى تسمع صوت «المزلاج» يلف حول الخصر تاركا الحرية لليدين ومتوافقا مع زينا الشعبي في «لبسة الحزام والجنبية»!