حمَّل تحالفا العراقية الوطنية والكردستاني في مجلس النواب العراقي، أمس، ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية تأجيل الاجتماع الوطني بين الكتل السياسية الذي كان مقرراً عقده أمس الأول في بغداد، رافضين أي اتفاقية جديدة تكون بديلاً عن اتفاقية إربيل. في الوقت نفسه، كشفت مصادر سياسية عراقية أن اجتماع الرئيس جلال طالباني مع نوري المالكي، بعد إعلان تأجيل الاجتماع الوطني، انتهى إلى موافقة الأول على التهدئة ما بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، بعدما هاجم نواب عن التحالف الكردستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، واتهموه بشن حرب عدائية ضد الشعب الكردي. وقالت هذه المصادر ل «الشرق» إن أعمال اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني فشلت في حل الخلاف حول تطبيق اتفاقية إربيل، وهو ما أدى إلى انسحاب وفد القائمة العراقية من الاجتماع الأخير للجنة بعد أن طرح وفد دولة القانون أهمية استبعاد أي فقرة مخالفة للدستور العراقي وردت في تلك الاتفاقات. بدوره، قال المتحدث باسم التحالف الكردستاني، النائب مؤيد طيب، إن ائتلاف دولة القانون طالب باتفاقية جديدة في الاجتماع التمهيدي الأخير للاجتماع الوطني بدلاً من اتفاقية إربيل، وهو ما يعني، حسب رؤيته، أن «دولة القانون» لا تريد للاجتماع أن ينعقد. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد هاجم رئيس الوزراء نوري المالكي في عيد نوروز، قائلا إنه نسف اتفاقية إربيل الخاصة بتقاسم السلطة وأنه بدأ يتجه نحو الدكتاتورية. من جانبه، اتهم زعيم القائمة العراقية، الدكتور إياد علاوي، ائتلاف دولة القانون بالتراجع عن تعهداته دائماً في اللحظة الأخيرة، مؤكدا أنه لا داع للاجتماع دون شراكة حقيقية. وأكمل «علاوي» في لقاء متلفز «يقولون إن اتفاقية إربيل أُنجِزَت، ومعلوماتنا أنه لم يحصل شيء من اتفاقية إربيل فلم يتم صياغة النظام الداخلي لمجلس الوزراء ولا التوازن الوطني ولا مجلس السياسات ولم يُغلَق الملف الأمني». ومضى متسائلا «لماذا نجتمع؟ وماذا نناقش؟ نحن نريد أن نناقش الأزمة الأساسية في البلد، الأزمة الأساسية في البلد هي نتيجة عدم وجود شراكة، وبالتالي وجود انفراد في اتخاذ القرار السياسي في العراق، وإذا لم نناقش هذه الأوضاع فلماذا نجتمع؟». واستمر قائلاً إن الأزمة الراهنة في العراق هي عبارة عن أزمة بين حكومة وشعب وهي ليست فقط مع «العراقية»، هي مع التحالف الكردستاني أيضاً، الأزمة هي مع الشعب العراقي، ومع المعتقلين، والأزمة بين التحالف الوطني نفسه، وبين المرجعيات الشيعية، هناك أزمة متعددة الجوانب تضرب العراق». وفي سؤالٍ حول ما آل إليه العراق الآن أجاب علاوي أن «العراق للأسف هناك جزء من وضعه غير سليم وهو الجزء المهم، وبالتالي الجلوس على طاولة الحديث والحوار لتنفيذ موضوع الشراكة الوطنية هو كان الهدف الذي نرجوه أن يتحقق». وأردف «الإخوان في دولة القانون تنازلوا عن التوقيع الذي وقعه المالكي على الشراكة الوطنية معي ومع الأخ مسعود بارزاني، ولدي نسخة من هذه الوثيقة ويمكن أن تعرضوها على المجتمع العراقي».