نقرأ كل يوم في صحافتنا المحلية أخباراً عن وافدين عرب مقبوض عليهم بجرائم جنائية، ولكن ما يثير دهشتي أن هذه الأخبار الصحفية تتحفظ كثيرا على ذكر جنسياتهم وتكتفي بالإعلان أنه وافد من جنسية عربية، وكأن نشر جنسية هذا المجرم تهدد علاقاتنا بالدول المنتمين إليها، وفي المقابل نعرف جميعا أن أي خطأ يرتكبه سعودي في أي مكان على سطح الكرة الأرضية يكتب بالخط العريض سعودي يفعل كذا وكذا وفي بعض الدول قد يكون هذا خبرا مفرحا للصحفي ولطاقم التحرير كاملا ولكن لا يوجد أي منطق يجعل الصحف السعودية مصرة على عدم نشر أسماء المتورطين العرب، ولصحفنا نقول يجب أن تعتمدوا مبدأ المعاملة بالمثل على الأقل، ففي الصحافة المصرية أو المغربية مثلا تجد العناوين العريضة عن أصغر خطأ قد يحصل من سعودي وتذكر جنسيته السعودية في المانشيت بوضوح أكبر من عين الشمس ربما يكون متعمداً أحيانا ولا نستغرب أبدا حتى لو وجدنا عناوين مضحكة بحثا عن أي أخبار يزج بالسعوديين فيها، إن عدم نشر صحافتنا للجنسيات العربية تحديدا يفسره الأحرار العرب الذين يستمتعون بنشر أي شيء فيه (ريحة السعودية) حتى لو كان عن مخلوق فضائي مر من جنب السعودية يوما من الأيام، هؤلاء الأحرار يرون أن صحافتنا ممنوعة أصلا من النشر احتراما للعلاقات التي لم يحترموها هم أصلا وأنا للحق لا أظن أن هناك نظاما لدينا يمنع نشر هذه الجنسيات وإن كان فيجب أن يلغى، إن معرفة جنسية هؤلاء المجرمين يساعد مواطنينا في اختيار عمالتهم المنزلية ولمؤسساتهم وشركاتهم، لقد أخذ كثير من السعوديين قرارهم الشخصي بعدم الاستقدام من بنغلاديش مثلا بعد كل ما سمعوه من جرائم مع أن المنطق بالطبع يقول إن الطيبين موجودون في كل مكان وزمان.