قاد المايسترو البريطاني هاوارد وليامز، الخميس، الفرقة السمفونية الوطنية السورية في حفل حمل عنوان “مساحات بريطانية” قدمت فيه أعمال لمؤلفين موسيقيين بريطانيين في دار الأوبرا السورية. ولفتت مديرة الأوبرا السورية ماريا أرناؤوط إلى أن هذه المؤلفات “جديدة كليا على الأوركسترا، ومن الجيد أن تختبرها”. أضافت “من المهم لأي أوركسترا أن تقدم أعمالاً جديدة بشكل دائم”. وعزفت الفرقة “نوافير روما” لأوتوررينو ريسبيغي (1879- 1936) التب وضعت في العام 1916، وقدمت، بحسب ما جاء في دليل الحفل، للمرة الأولى في روما عام 1918 بقيادة توسكانيني “وفيها جرى وصف أربع نوافير رومانية شهيرة”. ومن أعمال بنجامين بريتن (1913- 1976)، عزفت الفرقة أربعة فواصل (إنترلودات) للبحر من أوبرا “بيتر غريمز”. ولرالف فون ويليامز (1872- 1958) عزفت “فانتازيا على لحن الأكمام الخضر”، ولإدوارد إيلغر (1857- 1934) “تنويعات اللغز”. و”أراد المؤلف من وراء تأليفه أن يصور موسيقيا زوجته وأصدقاءه ونفسه، مخصصاً لكل شخصية تنويعاً من تلك التنويعات”. ويعتبر هذا الحفل الثاني ل”الفرقة السمفونية الوطنية” الذي يلي إعادة تشكيلها وإطلاقها في إطار “دار الأوبرا السورية” بشكل قانوني ورسمي، بعد أن بقيت الفرقة من دون وضع قانوني منذ بداية تشكيلها العام 1993. وساهم المايسترو هاوارد وليامز إلى جانب موسيقيين بريطانيين آخرين، في اختيار عازفي الفرقة الستين. وتؤكد مديرة “الأوبرا السورية” أن “هذا الوضع الجديد للفرقة السمفونية يتيح مجالاً أكبر للمنافسة، فقد أصبح لكل موسيقي في الأوركسترا مكان يطمح إليه ويتنافس من أجله، ما يعني حافزاً أكبر للتمرين، ومحاولة جادة للحفاظ على مستوى لائق”. وفي ما يتعلق بنية “دار الأوبرا” التأسيس لفرق أخرى موازية للأوركسترا يمكنها أن تشكل أرضية لإنتاج أعمال أوبرالية وسمفونية وكورالية وراقصة، أكدت ماريا أرناؤوط أن “الدار مخولة بذلك، وتطمح لتأسيس تلك الفرق.. من الكورال إلى فرقة المغنين المنفردين وفرقة رقص حديث...”. لكنها تلفت إلى أنه “لا يمكن تنفيذ هذه الخطوات إلا بالنهوض المستمر بالمستوى التعليمي في المعهد العالي للموسيقى. وقد سبق وخرج المعهد عددا من المغنين الممتازين، إلا أن العدد مازال غير كاف لتؤسس الدار فرقة للمغنين المنفردين مثلاً. وأوضحت أرناؤوط أن “إنتاج عمل أوبرالي واحد أمر مكلف، وللدار تجربة في إنتاج “زواج فيجارو” (2010) و”جاني سكيكي”، و”أوليفر” (2011). لكن دور الأوبرا العالمية تنتج ما قد يصل إلى عشرة أعمال في العام الواحد، بالإضافة إلى إعادة تقديم أعمال سابقة، الأمر الذي يحتاج إلى ميزانية ضخمة جداً”. أضافت “مقارنة مع هذا، تبدو ميزانيتنا متواضعة جداً، وما أنتجناه كان معجزة بالنسبة إلى إمكانياتنا المادية، خصوصا وأن الأعمال كانت على مستوى عال جداً”. وأكدت قائلة “من هنا تأتي أهمية الأوركسترا كبداية، وكبنية يجب الانطلاق منها لاستكمال مشاريع أخرى. وفي النتيجة سيكون ذلك أقل كلفة على المستوى الإنتاجي”. وتختم مديرة “الأوبرا السورية” بالإشارة إلى صعوبات تواجه عمل “الفرقة السمفونية الوطنية”، ومن بينها صعوبة استضافة قادة أجانب للفرقة ضمن الظروف الحالية. أ ف ب | دمشق