لم يفلح نوري المالكي على مدى السنوات التي قضاها في دمشق بأكثر من فرصة عمل متواضعة في حي (الست زينب) وهي وضع طاولة يستخدمها لعرض المسابح والخواتم للزوار الشيعة.. وهذا ليس عيبا، وبرأيي أن هذه تحسب له، وليس عليه، فالنظام السوري كان يستخدم المعارضة العراقية حينها وما يزال كأوراق في مساوماته، وبيعه، وشرائه، وتجارته السياسية. وفي هذا السياق لم يكن المالكي من المخططين، ومن المقربين لأجهزة الأمن السورية، وهو من اتهم النظام السوري جهارا نهارا بإرسال السيارات المفخخة إلى بغداد، وإيواء البعثيين العراقيين من أنصار الرئيس الراحل صدام حسين، الذين تحولوا بدورهم إلى أوراق ابتزاز جديدة يستخدمها النظام السوري في ألاعيبه السياسية التي لا تنتهي في سبيل الحفاظ على الكرسي، والحكم، واستعباد الناس بكل الطرق، والأساليب. نوري المالكي، يعرف ذلك وأكثر، ويعرف أن نظام دمشق لم يوقر أحدا، ولم يرحم أحدا، بما في ذلك شعبه، ورغم ذلك، فهو يرسل مليارات الدولارات لإنقاذ الاقتصاد السوري من الانهيار، ويؤمن وصول الأسلحة، والعتاد، من إيران إلى سوريا، ويدافع عن حكم الأقلية في سوريا، ويرفضه في العراق، ويرى أن سقوط النظام السوري بالقوة مستحيل، وكأنه يطالب الشعب السوري بالرضا، والسكينة، تحت حذاء الأسد، وتوابعه، وحلفائه، بحجة أن محاولة إسقاط النظام السوري بالقوة، سوف تشعل المنطقة.. يا سيدي فلتشتعل المنطقة: “الموت ولا المذلة”.