قلما تجد فلسطينيا من خارج فلسطينيي سورية الذين يقدر عددهم بنصف مليون، يدافع عن النظام السوري.. وحتى أولئك الذين لم يتجرأوا في السابق على مهاجمة نظام الأسد منحتهم الثورة السورية فضاء الحرية للتعبير عن سخطهم. لعلّه من المعروف حقا أن سورية عاملت الفلسطينيين على أراضيها أفضل معاملة عربية بعد العراق. فقد ظلم الفلسطينيون اللاجئون ظلماً كبيراً في الدول المضيفة عموما، على الرغم من تفاوت هذا الظلم بين بلد وآخر. وعلى الرغم من معاملتهم معاملة حسنة في سورية، على قاعدة “الظلم في السوية عدل في الرعية” إلا أن تعاطي النظام السوري مع القضية الفلسطينية كان يؤذيهم، خصوصا استخدامه لبعض الفصائل المناضلة كأدوات، وفي أحسن الأحوال كأوراق يتلاعب بها ويستخدمها في محطات سياسية تاريخية لا تعد ولا تحصى. وهذا الأمر يشكل ملفاً كبيراً سوف أتعرض لبعض محطاته المهمة في مقالاتي إنصافا للحقيقة في هذه الظروف. استوقفني فعلا “فرع فلسطين”.. فهو ليس اسما لأحد المستشفيات الدمشقية أو أحد الأحياء أو المصانع أو الجامعات أو حتى الحدائق الجميلة.. إنه اسم لواحد من أبشع المسالخ البشرية في العالم. فرع فلسطين، جهاز أمني قذر في سوريا اكتوى بلهيبه الشرفاء من أبناء الشعبين السوري والفلسطيني، تحقيقا وتنكيلا واعتقالا وقتلا.. وكل من يعرف هذا الفرع يتمنى على الفلسطينيين قيادة وشعبا أن يطالبوا بإلحاح، في هذه الظروف تحديداً، بنزع هذا الاسم الجميل عن هذا الفرع القبيح.