يرفض مصلح الدراجات التسعيني محمد النصيحة بيع محله للعمال الوافدين، رغم كل المغريات التي قُدمت له منهم، حيث يتوافد عليه عمال من مختلف الجنسيات بشكل يومي عارضين عليه شراء المحل، طمعاً في موقعه المتميز، حيث يقع وسط حي النعاثل بالهفوف، ومنحه مبلغا شهريا ( كفالة ) مقابل هذا المحل، الذي قضى النصيحة فيه سبعين عاماً يصلح الدراجات. ويتذكر العم محمد عمله في مهنة إصلاح الدراجات، منذ أن كان عمره 17 سنة، وحتى هذا اليوم، مع حصول بعض أبنائه على وظائف حكومية، ولكنه لا يحتمل الجلوس في المنزل، ويطالب الشباب السعوديين بالانخراط في مجالات المهن اليدوية، كالسباكة، والكهرباء، والميكانيكا، وكهرباء السيارات، فهي تدر مبالغ طائلة جدا على صاحبها ولكن للأسف العمالة هي التي تسيطر عليها في الوقت الحاضر. وكان السعوديون يشغلون مثل تلك الوظائف اليدوية البسيطة بنسبة 100%، و كان معظم هؤلاء ممن اكتسب هذه المهن عن طريق الخبرة والوراثة فقط، بدون أي تعليم، ولكن في هذه الأيام أصبحت العمالة الوافدة تسيطر وبنسبة 99% على هذه المهنة، ويتذكر النصيحة الذي بلغ عمره تسعين سنة، أول دراجة قام بإصلاحها قبل سبعة عقود، مقابل ربع ريال.ويقول النصيحة» كلما فكرت في ترك المحل تذكرت السنوات الطويلة التي قضيتها فيه، وأصدقاء الطفولة الذين لا يزال بعضهم على قيد الحياة، ومنهم من توفاهم الله، وقدم النصيحة شكره لنا على زيارتنا له في محلة وقدم لنا الضيافة رغم كبر سنه.