أغلقت المواطنة هدى محمد ناديا رياضيا نسائيا كانت قد افتتحته في منزلها، بعد أن عجزت على مدى عشر سنوات من اعتماده وترخيصه من قبل البلدية، وبعد إنفاقها أكثر من 135 ألف ريال على تجهيز النادي وإمداده بالأجهزة والمستلزمات الكافية، اضطرت لإيقاف المشروع بسبب شعورها أن العمل غير نظامي، على الرغم من دعمها من قبل الغرفة التجارية التي عرضت إمدادها بالقروض، غير أنها لم تسعفها في الحصول على الترخيص. واعترضت هدى محمد على حيلة نصحها بها بعض صديقاتها، إذ تلجأ بعض سيدات الأعمال إلى استخراج ترخيص لمشغل خياطة، يكون واجهة لمركز رياضي نسائي، حيث يتوجب عليها حينئذ تجهيز المركز بآلات الخياطة ومستلزماتها وكافة احتياجات المشغل؛ لتحافظ على الشكل القانوني للمشروع، وعلى الرغم من أن دخل النادي الذي كان في منزلها يدرّ عليها أرباحا تصل إلى 16 ألف ريال شهرياً، إلا أن خوفها من مخالفة القانون دفعها لإغلاقه. وعملت هدى في البداية مدربة سباحة في أحد المراكز، ثم اختارت أن تكون المدربة في المشروع الرياضي الذي افتتحته في منزلها، وكانت تدرب المتدربات، بعد التثقيف الذاتي عبر الكتب، والتلفاز، والأنترنت، إيمانا بأهمية الصحة البدنية، خصوصا لدى المرأة؛ بسبب تعرضها لتغير الهرمونات بشكل كبير، فتحتاج إلى تحريك الدورة الدموية والاسترخاء بعد ذلك. وأعجبت هدى بنادٍ رياضي في مدينة الجبيل الصناعية، حيث وفر مميزات عديدة، وتمنت نقل تجربته إلى مدينتها “صفوى”، فطبقت كثيراً مما رأته في ذلك النادي، واستقبلت أعمارا متفاوتة، كما طبقت معظم الأساليب الرياضية في التمارين الهوائية، الشد والثني، وتمارين التمديد، وتمارين العتبة، والاسترخاء، وقدمت نصائحها للمتدربات كاختصاصية تغذية، ومعالجة نفسية بالاستماع لشكاوى وهموم مرتادات المركز. واستضافت مدربة يوجا معتمدة، لم تلق نجاحا، بسبب انعدام الثقافة الكافية للسيدات اللائي يعتقدن أن” اليوجا” مجرد تحديق في نقطة واحدة، ف”اليوجا” من نوع ” فنياسا” تنحت الجسم وتنظم عملية التنفس الإيجابي، وتقلل التوتر، وتبعد الطاقة السلبية، وهي عبارة عن حركات تمديد تظل تطبقها في نفس الوضعية أثناء أخذ ستة أنفاس طويلة شهيقا وزفيرا. وعاودت هدى الآن ممارسة الرياضة مع صديقاتها بعد انقطاع سنتين، مؤكدة أهمية المحافظة على اللياقة البدنية والصحة العامة، حيث يفتقر المجتمع إلى الوعي الكافي بأحقية المرأة في مزاولة الرياضة، وضرورة توفير مكان مهيأ لذلك.