ألقت الشرطة السودانية القبض على مجموعة من الطلاب خرجوا في تظاهرة تطالب بإسقاط النظام واتجهت نحو شارع العرضة في أم درمان حيث تصدت الشرطة لها، واعتقلت بعض المتظاهرين فيما فر غالبيتهم بمجرد إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع. وقال شاهد عيان ل “الشرق” أن مجموعة كبيرة من المتظاهرين قدمت من شارع العرضة بأم درمان متجهة نحو وسط أم درمان تحمل صور الطالب عبدالحكيم موسى الذي قتل الإثنين الماضي على يد رجال الأمن كما يعتقد الطلاب المتظاهرون، وهتف المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط النظام”، وأشار إلي أن الشرطة تصدت لهم وحاصرتهم وأطلقت الغاز المسيل للدموع واعتقلت مجموعة منهم بينما فر معظمهم. وأفاد مصدر شرطي فضل حجب اسمه ل “الشرق” بأن الشرطة كانت على علم بالتظاهرة واحتاطت لحصرهم في منطقة “مستوصف بر الوالدين للعيون” مشيرا إلى أن الشرطة كانت تسير خلفهم، ونظم رجال المرور طريق السير بحيث يتحكمون بطريق المظاهرة وتوجيهها نحو المكان المحدد لمحاصرتهم والانقضاض عليهم. واندلعت المواجهات إثر أنباء عن اغتيال الطالب عبد الحكيم موسى الطالب بجامعة أم درمان الإسلامية من قبل جهات أمنية، وهو أحد كوادر الجبهة الشعبية المتحدة للتنظيم الطلابي لحركة تحرير السودان الدارفورية المسلحة. وكان عبد الحكيم قد عاد إلى منزله بمدينة الصالحة بأم درمان مساء الإثنين الماضي، وفي الساعة السابعة مساء تلقى اتصالاً هاتفياً وخرج من المنزل ولم يعد بعدها. وفي منتصف الليل تلقى أشقاؤه اتصالاً هاتفياً يخطرهم بأن لديهم شخصا مصابا بمستشفى أم درمان التعليمي، وأن صاحب عربة أوصل الجثة إلى المستشفى دون معلومات أخرى عن العربة. وتعرض موكب المشيعين للطالب عبدالحكيم للضرب من قبل أجهزة أمن المؤتمر الوطني وأصيبت الناشطة في حركة “قرفنا” نجلاء سيد أحمد بإصابة في رأسها كما أصيب العشرات بحالات إغماء. وقال شهود عيان أن شوارع أم درمان أضحت مشحونة بالغضب والتوتر نتيجة العنف المفرط من قبل قوات أمن البشير مع المشيعين والمتظاهرين. يذكر أن السلطات ظلت تستهدف الناشطة المصابة نجلاء نتيجة لحرصها الأكيد على تصوير وتوثيق كل حالات وفعاليات الاحتجاج ضد سلطة نظام البشير القمعي. من جهته وعد الناطق الرسمي للشرطة السودانية اللواء أحمد عمر في حديثه ل “الشرق” بصدور بيان ينشر في الموقع الرسمي للشرطة السودانية لبيان تفاصيل تظاهرة أم درمان.