كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو ل”الشرق”: عن نتائج التقرير الذي أعدته المنظمة حول أوضاع المواطنين في سوريا، والذي لخصه بأن هناك أكثر من مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات العاجلة من غذاء ودواء وكساء لتأثرهم بانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال العنف، وأن ما تقدمة الحكومات والمنظمات والهيئات لهم هو قليل جداً، وأن الشعب السوري بحاجة ماسة لوقف سفك الدماء، ووصف الوضع في سوريا “بالمزري”. وبين أوغلو أن مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي عقد في تركيا الأحد الماضي يعد خطوة للأمام مقارنة بالمؤتمر الذي عقد في تونس، خصوصاً “مع وجود إجماع دولي بعدم تعليق مبادرة كوفي عنان في الهواء وتحديدها بسقف زمني حتى لا تتخذ كوسيلة للمماطلة، بالإضافة للاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، والاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه من جهة ثالثة.” وعن تقرير المنظمة حول الأوضاع في سوريا، قال أوغلو: إن التقرير المفصل الذي “غطى كافة أنحاء سوريا سواء المناطق التي تحت سلطة الحكومة السورية أو التي تحت سيطرة المعارضة” كشف عن ضخامة الوضع الذي “تجاوز كل التصورات السابقة”، وعن أبرز نقاط التقرير قال أوغلو: “هناك حاجة كبيرة لسد حاجة الجائعين والمرضى والعراة في سوريا”، وأهاب بالمنظمات الدولية والخيرية لتقديم العون للشعب السوري ووصف المعونات المقدمة بالقليلة جداً، وعن آلية التي تعتمد عليها المنظمة في تقديم المساعدات قال أوغلو: “أرسلنا ثماني شاحنات ونهيب بالحكومات والمنظمات لتساعدنا في تعبئة المزيد من الشاحنات”. جاء ذلك على هامش الاجتماع الذي عقد أمس في جدة بين منظمة التعاون الإسلامي وبمشاركة الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا السيد لامبيرتو زانير، والأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الأممالمتحدة السيد أوسكار فيرنانديز تارانكو لمناقشة “تعزيز دور الوساطة”، والذي قال فيها أوغلو، إنه ليس ضربا من المبالغة القول بأنه لا يوجد صراع محلي أو إقليمي بعد اليوم، معللا ذلك بأن العالم يشهد آثار كبيرة للعولمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأضاف إحسان أوغلو: أن مبدأ الوساطة، وحل النزاعات أصبح ضروريا بالنسبة للمنظمات الدولية والإقليمية، لكون النزاعات تحصل في مناطق هذه المنظمات، ولأن الأخيرة من أكثر الجهات إدراكا للجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه المناطق، وشدد أوغلو على أن منظمة التعاون الإسلامي تؤمن بأن المنظمات الإقليمية لديها دور كبير لتعزيز السلام العالمي. وأعرب عن ثقته بأن الجلسة سوف تحقق النتائج المرجوة منها، لتشجيع الدول الأعضاء في المنظمات المختلفة المشاركة على إيلاء الوساطة، الأهمية اللازمة باعتبارها أفضل الأدوات من أجل حل الصراعات في العالم. وشارك في الجلسة عدد من المنظمات الدولية والإقليمية، التي بحثت أدوات ووسائل ضمان السلام والأمن والاستقرار في العالم من خلال الوساطة، وبالاسترشاد بقرار الجمعية العامة رقم 65/283 الذي يقضي بضرورة “تعزيز دور الوساطة في تسوية النزاعات بالوسائل السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلها”.