قالت مصادر مطلعة ل “الشرق” إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والزعيم القبلي، صادق الأحمر، تبادلا تهديدات عبر أحد الوسطاء بعد تصريحات هجومية أطلقها “الأحمر” ضد “صالح”. وكرَّر “الأحمر” تهديداته للرئيس السابق، عبر تصريحاتٍ صحفية قال فيها “إن أراد علي عبدالله صالح أن نتحارب (نختبر قوتنا) فلنتحارب، فلا يهدَّدنا بما معه من أسلحة، فالسلاح هو الرجال”. في سياقٍ متصل، عادت أجواء التوتر إلى العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية بعد انتشار قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر حليف صادق الأحمر بالتزامن مع عودة المواجهات العسكرية بين أتباع “الأحمر” والإخوان المسلمين من جهة وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق العميد أحمد علي من جهة أخرى في أرحب شمال العاصمة. واعتبر أحد قيادات المجاميع المسلحة التابعة لقبيلة أرحب، في تصريحاتٍ ل “الشرق”، أن قوات الحرس الجمهوري تواصل استفزازاتها وتقوم بقصف كثيف خلال الأيام الماضية على عددٍ من قرى أرحب وبني جرموز مع تحليقٍ مكثف للطيران الحربي على المناطق المستهدفة من قِبَل معسكرات الحرس الجمهوري. من جهته، اتَّهم المؤتمر الشعبي العام عضو البرلمان والقيادي في حزب الإصلاح منصور الحنق بقيادة ميليشيات مسلحة لإسقاط معسكرات الحرس الجمهوري في الصمع، وأشار الحزب إلى ما سمّاه استعداد ميليشيات الإخوان لإسقاط النقاط العسكرية ضمن مخطط الهجوم على معسكري الصمغ ومعسكر 63 بنهم. وقال المؤتمر الشعبي العام في بيانٍ له إن قذائف هاون وصواريخ و”آر. بي. جي” تُطلَق بصورة مستمرة على ألوية الحرس الجمهوري ومن شرقي تبة واصل التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين وقوات اللواء الأحمر. وتعد “أرحب” البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، وتتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري إلى جانب لواء دفاع جوي ولواء مشاة جبلي ومجاميع قبلية مسلحة عَمِلَت إبان المواجهات بين “صالح” و”اللواء الأحمر” على عدم السماح لمسلحي الأخير وقواته بالتقدُّم نحو العاصمة خشية إسقاط مطار صنعاء. ووسط هذه التطورات رأس الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعا استثنائيا طارئا للجنة الشؤون العسكرية والأمنية لمواجهة التصعيد بين طرفي الصراع، واللذين مازالا يتحكمان في الوضع داخل البلاد رغم تشكل حكومة توافقية ومغادرة “صالح” للسلطة. ووجَّه “هادي” اللجنة بضرورة استكمال أعمالها وإخراج المسلحين من عسكريين وميليشيات من المدن وفي المقدمة أمانة العاصمة صنعاء وفقا للخطة العامة وخارطة العمل المحدَّدة أمام اللجنة العسكرية. وقال هادي “ما تزال أمام اللجنة واجبات ومهام محدَّدة ومعروفة ولا بد من إنجازها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بالصورة المطلوبة وفتح أي طرقات ما تزال تتعرض للقطع بين المحافظات”.واعتبر الرئيس هادي أن مؤسسة القوات المسلحة ستظل الحارس لمكتسبات الوطن ومصالحه وهي معنية أيضا باستعادة هيبة الدولة ومكانتها في المجتمع. ووجَّه هادي اللجنة التي يعد هو رئيسها بموجب المبادرة الخليجية بوضع خطة لتوحيد القوات المسلحة وترسيخ الأمن والاستقرار وتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة المعززة بقرار مجلس الأمن 2014 وتجاوز حالات الانقسام والتشرذم. وحذر الرئيس هادي أعضاء اللجنة من أي تمادٍ أو تمترسٍ والعمل على الانسجام الكامل من أجل تنفيذ المهام التي تقوم بها اللجنة العسكرية والأمنية.