كشفت محطات قياس جودة الهواء المتنقلة التابعة لجامعة الملك عبد العزيز، أن تركيزات العوالق المستنشقة (أقل من10 ميكرون) أثناء العواصف الترابية التي ضربت جدة خلال الفترة من 25 – 29 ربيع الآخر الماضي، بلغت أربعة أضعاف الحد الأقصى للتركيز المسموح به طبقا لمقاييس حماية البيئة التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، والذي يبلغ 340 ميكروجرام / م3 لليوم الواحد. وقال رئيس قسم العلوم البيئية بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور منصور الغامدي إن متوسطات التركيزات اليومية للجسيمات العالقة المستنشقة (أقل من10 ميكرون) تراوحت ما بين 447 إلى 1345 ميكروجرام / م3، خلال الفترة من 25 – 29 ربيع الآخر الماضي، خلال العواصف الترابية القوية التي تعرضت لها جدة. مشيرا إلى أن أعلى تركيز سجل كان يوم الإثنين 26 ربيع الآخر، وبلغ 1345 ميكروجرام / م3، وهو أعلى بحوالي أربع مرات عن الحد الأقصى للتركيز المسموح به طبقا لمقاييس حماية البيئة التابعة للرئاسة العامة «340 ميكروجرام / م3 لليوم الواحد».ولفت إلى أن شعرة مفردة من جسم الإنسان يصل قطرها لحوالي 70 ميكرونا أي سبعة أضعاف قطر الجسيمة، والتي تتكون من ذرات صلبة وقطرات سائلة تبقى معلقة في الهواء لفترات طويلة قد تم الاتفاق عالمياً على وضع مقاييس لها، لا يسمح بتجاوزها وتختلف من دولة إلى أخرى. مبينا أن خطورة هذه الجسيمات تكمن في أنها تمر من خلال الحلق والأنف، ولا يستطيع الجسم منع دخولها لصغر حجمها وبالتالي فإنها تصل إلى داخل أنسجة الرئتين لتستقر هناك، ودلت الدراسات العلمية أن هذه الجسيمات تؤثر على الصحة بشكل خطير.