عادت المياه إلى مجاريها والحياة إلى طبيعتها بعد ثمانية أشهر كانت الفاصل الزمني الذي امتنعت فيه بعض العائلات السعودية عن زيارة دولة البحرين الشقيقة، وذلك عقب اندلاع الأحداث الأمنية عام 2011م التي تسببت فيها بعض الفئات في البحرين، وفيما لا يزال بعض السياح السعوديين يخشون زيارة البحرين برفقة أهاليهم الذين اعتادوا في السابق على تمضية الإجازة الأسبوعية فيها، إلا أن حركة المسافرين على جسر الملك فهد لم تتأثر بحسب موظفين في الجسر، وأجمع عدد من المنتمين لقطاع السياحة في البحرين عودة انتعاش حركة السائحين السعوديين التي كانت قد شهدت ركوداً خلال الأشهر الماضية بعد أحداث الشغب، وذكر مسؤولون في الفنادق البحرينية « أن الحجوزات من جانب السياح السعوديين بدأت تنتعش مؤخراً خاصة خلال شهر مارس الذي شهد ارتفاعاً ملموساً في نسبة الحجوزات، و أكدت الوكيل المساعد لقطاع السياحة في وزارة الثقافة بالبحرين ندى ياسين في تصريح خاص « ارتفاع عدد السياح الزائرين للبلاد من الدول الخليجية المجاورة من 167458 سائحا في شهر مارس إلى حوالي 705452 سائحا. ورصدت «الشرق» بدء توافد السعوديين على بوابات جسر الملك فهد المؤدية لدولة البحرين خلال إجازة نهاية هذا الأسبوع حيث بدأت السيارات التوافد بكثافة على البوابات عند الخامسة والنصف من مساء يوم الأربعاء الماضي، واستطلعت آراء السعوديين حول تأثر زيارتهم لدولة البحرين نتيجة الأحداث الماضية، في ثنايا الأسطر التالية : اندلاع الأحداث أوضح محمد مسفر اليامي الذي حضر برفقة أصدقائه أنه زار البحرين مع أهله العام الماضي قبل اندلاع الأحداث بيوم واحد، ثم انقطع عن زيارتها مدة ثمانية أشهر حتى هدأت الأوضاع الأمنية ليعاود بعدها زيارتها بمفرده مرتين في الأسبوع، مؤكداً أن زيارته تكون دون الأهل خوفاً من حدوث حالات شغب، مشيراً إلى أن وجهة أهله تغيرت إلى دبي مؤخراً. هدوء الأوضاع وأكد أنور محمد من الدمام أنه امتنع عن إحضار أهله معه إلى البحرين في بداية الأحداث خاصة بعد انتشار أخبار حول تكسير السيارات من مجهولين، ولكنه عاد مؤخراً للسفر مع أسرته في ظل هدوء الأوضاع خاصة وأن الجميع يستمتعون بزيارة دور السينما والتسوق. فيما أفادت أم راشد التي كانت برفقة زوجها وأطفالها أنها لم تتخوف من زيارة البحرين حتى وقت اندلاع الأحداث موضحة أنها زارت البحرين مرتين خلال هذا الشهر. انتعاش تدريجي وذكر مسؤول الغرف في فندق (سوفيتيل – الزلاّق) في البحرين خليل سرور أن قسم التسويق في الفندق يعتمد بنسبة 90% على السعوديين، مشيراً إلى أن عدد حجوزات الغرف للسعوديين في الفندق بلغ 295 حجزاً بواقع 564 فرداً هو مجموع عدد العائلات السعودية التي سكنت الفندق خلال شهر مارس الجاري، مبيناً أنه انتعاش تدريجي لعودة السياحة السعودية في البحرين إلى سابق عهدها، حيث يؤكد أن عدد حجوزات السعوديين لشهر فبراير كان منخفضاً، إذ لم تتجاوز 151 غرفة بواقع 256 فرداً بسبب المخاوف من حدوث حالات شغب خلال الذكرى السنوية لاندلاع الأحداث في البحرين التي توافق 14 فبراير. زيادة السياح و أوضحت مسؤولة حجز الغرف في فندق الموفنبيك (جيهان) أن عدد الغرف التي تم حجزها من قبل السعوديين في شهر مارس الحالي بلغ قرابة 120 غرفة بواقع قرابة 360 شخصاً، وهو ما شكل نسبة 5% من مجموع الجنسيات التي تقطن الفندق، فيما شكلوا في مارس من العام الماضي 2011م ما نسبته 2% من نزلاء الفندق، وهو ما يشير إلى ارتفاع عدد السياح السعوديين في البحرين. عودة الحياة و ذكرت الوكيل المساعد لقطاع السياحة في وزارة الثقافة بالبحرين ندى ياسين في تعليقها حول مدى تأثر سياحة السعوديين في البحرين بعد أحداث الشغب، بقولها «نظراً للظروف التي مرت بها البلاد في الفترة الممتدة ما بين شهر فبراير و أبريل من العام 2011م، فقد تأثر قطاع السياحة في مملكة البحرين وشهد انخفاضاً في عدد السياح الخليجيين والزوار القادمين من دول المنطقة، ولكن بفضل توجيهات القيادة الرشيدة لمملكة البحرين والجهود الجبارة التي بذلتها الحكومة لإجراء تغييرات إيجابية في البلاد متمثلةً في مبادرة الحوار الوطني و اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، تعافت البحرين من محنتها وتمكنت الحكومة من إرجاع الأمن والاستقرار في شوارع البلاد مما أسهم في عودة الحياة إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً في القطاع السياحي». مؤشر إيجابي وأوضحت ياسين أن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد السياح الزائرين للبلاد من الدول الخليجية المجاورة من 167458 سائحاً في شهر مارس إلى حوالي 705452 إلى سائحاً في شهر سبتمبر من العام 2011، وهو يُعد مؤشراً إيجابياً لما سبق ذكره. وحول ما إذا تم منع السعوديين أو السياح من ارتياد أماكن معينة حفاظاً على أمنهم قالت «إن مملكة البحرين حريصة على سلامة جميع الزوار والسياح والمقيمين في المملكة وهي تحرص كل الحرص على تأمين ذلك، كما أن المناطق التي يرتادها زوار المملكة لم تتغير خلال الفترة المذكورة أو الحالية». السياحة العائلية وأضافت ياسين» إن الوزارة كثفت جهودها في تلك الفترة على تعزيز تجربة السياحة العائلية والتجارية في البحرين مما أسهم في جذب آلاف السياح لمواقع سياحية التي تزخر بشتى الفعاليات الترفيهية ومنه على سبيل المثال فعالية صيف البحرين خلال شهر يوليو 2011 والذي تضمن العديد من الفعاليات العالمية المميزة، ومن أبرز الفعاليات والمؤتمرات التجارية والسياحية التي شارك فيها القطاع السياحي مسابقة القوارب الشراعية والمعرض الدولي للقوارب والبحرين 11 وغيرها. « الثقافة العربية وأكدت ياسين أن الوزارة شاركت في معرض طيران البحرين الدولي والذي أقيم في19-21 من يناير 2012 واستقطب العديد من الزوار منذ بدء انطلاقته في عام 2010 م فضلا عن العديد من المعارض والمؤتمرات والفعاليات السياحية والترفيهية التي تقوم الوزارة بالتخطيط والاستعداد لها في العام القادم كجزء من سعيها في تطوير قطاع السياحة والمعارض وتعزيز مملكة البحرين كوجهة سياحية خاصة في ظل اختيار المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012 وعاصمة السياحة العربية للعام 2013. قاعات السينما وقالت الوكيل المساعد لقطاع السياحة في البحرين «إن قاعات السينما ما زالت تستهوي وتستقطب العديد من زائري مملكة البحرين وذلك يظهر خلال العطلة الأسبوعية مما يشكل عنصراً جذاباً للزوار خاصة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما أنه بلا شك مع عودة الفعاليات المختلفة سيكون لها دور إيجابي في زيادة عدد الزوار للمجمعات التجارية وقاعات السينما فيها». رأس السنة وحصلت «الشرق على معلومات من وزارة السياحة البحرينية تفيد بأن عدد السعوديين الذين دخلوا إلى البحرين في شهر فبراير الماضي عن طريق الجسر والمطار والموانئ بلغ 495445 سعودياً، بواقع 241651 عن طريق الجسر، و 7939 عن طريق المطار و11 عن طريق الموانئ، وهو الشهر الذي شهد انخفاضاً بسبب أحدث الذكرى السنوية لاندلاع الأحداث في البحرين. فيما بلغ عددهم خلال شهر يناير 738185 بواقع 351661 عن طريق الجسر، و 16940 عن طريق المطار، و 18 عن طريق الموانئ، وهي أعلى نسبة لزيارة السعوديين إلى البحرين كون التاريخ وافق رأس السنة. مسافرون سعوديون يقفون بسياراتهم أمام البوابات المؤدية لدولة البحرين (تصوير: يارا زياد) سعوديات يتجهن للقسم النسائي في الجوازات لمطابقة صورهن محمد أنور أثناء حديثه للزميلة منى الشهري