بعض التقارير قالت إن أكثر من 700 ألف سائح سعودي دخلوا الإمارات خلال الأيام القليلة الماضية. في الطريق، بين دبي و أبو ظبي، ترى عشرات السيارات السعودية تتنقل بين المدينتين. دبي نجحت في استقطاب العائلة السعودية القادمة للإجازة القصيرة. وحتى أولئك الذين اضطروا للقدوم إلى دبي للظروف السياحية المستحيلة في سوريا ولبنان ومصر قد يجدون في دبي ضالتهم السياحية خاصة في ظل الخدمات السياحية التي توفرها دبي اليوم من سكن أقل كلفة وأمن وخدمات وأسواق. وهنا مفهوم مختلف لصناعة السياحة. فلم يعد صحيحاً أن السائح السعودي يسافر فقط للأماكن ذات المناظر الطبيعية الخلابة بقدر ما يقصد المدن التي توفر الخدمات الجيدة والأسعار المعقولة والأمن الأكيد. والسائح السعودي – في الغالب – لا ينتظر خدمات من فئة الخمسة نجوم بقدر ما يبحث عن الحد الأدنى من تلك الخدمات. فأينما تذهب اليوم في دبي، فندق خمسة نجوم أو شقق فندقية من فئة الأربعة نجوم، في ديرة أم في بر دبي، تجد العوائل السعودية. إنها رغبة التغيير – تغيير المكان والانتقال ولو قصيراً لوجهة جديدة – التي تدفع العائلة أن تسافر لمكان جديد ولو لأيام. ولهذا لم أستغرب وبعض الزملاء في الرياض يخبروني أن الرياض نفسها صارت تستقطب زواراً من خارجها يأتون للسياحة خلال إجازات المدارس. ما الذي يمنع أن تصبح السياحة صناعة ذكية في بعض مدننا مثل الرياضوجدة والخُبر؟ لماذا لا نعطي كل مدينة من مدننا فرصتها أن تتميز بشيء مختلف يميّزها عن المدن الأخرى ويجعل السائح يتوق لزيارتها ويعيش تجربة مختلفة لا يعيشها في غيرذلك المكان؟ ما زرت يوماً الخبر إلا وعدت سعيداً بما رأيته من نظافة شوارعها وأدب شبابها وأناقة أسواقها.