حفر الباطن – حماد الحربي النظام السوري أثبت أنه عميل لإسرائيل بالدرجة الأولى كشف عضو المجلس الوطني عن كتلة القبائل السورية المعارض ملحم نواف القعيط، عن رواج تجارة المقاطع البشعة التي تظهر حجم الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها عناصر النظام السوري، مشيرا إلى أن ما تظهره الفضائيات من صور ومشاهد مؤلمة لا تمثل نسبة 10% من ما يحدث على أرض الواقع، وقال القعيط في تصريح خاص ل “الشرق”: “بعض الإعلاميين يحرصون على استغلال حب عناصر الأمن السوري للمال ويغرونهم بمبالغ تصل لعشرين ألف ليرة (250 دولارا) للمقطع الواحد ويرتفع السعر كلما زادت صعوبة المقطع وبشاعته بهدف إظهار المأساة الحقيقية التي يعانيها الشعب السوري من النظام المجرم”. ولفت المعارض الذي خرج من بلاده منذ عام 2003، إلى دور المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون في قيادة الثورة، وأضاف: “أن المجلس الوطني السوري ما زال ضعيفا بسبب عدم وجود الاعتراف الدولي به وهو الواجهة السياسة للثورة وضم معظم أطياف المعارضة السورية من إسلاميين وعلمانيين وأبناء القبائل”. النظام يغلق الحدود لمنع هجرة السوريين وأشار القعيط إلى وجود أكثر من مائة ألف عائلة سورية مشردة في الداخل حيث لجأت بعض الأسر خاصة من درعا للخروج إلى مناطق هادئة نسبيا كمركز مدينة دمشق وحلب، وعن مشردي الخارج قال: “يوجد في الأردن أكثر من ثمانين ألف سوري غادروا خلال الثورة، وعشرة آلاف في لبنان و11 ألفا في تركيا، والنظام يعمل الآن على إغلاق الحدود لمنع هجرة السوريين لدول الجوار”، وأضاف: “النظام يلاحق المشردين وخاصة النشطاء حيث يتعمد تصفيتهم واحدا تلو الآخر وهناك مضايقات كثيرة يتعرض لها مشردو الخارج”. وشدد القعيط على سلمية الثورة منذ انطلاقها لكن نظام الأسد قابلها بالحديد والنار، وهناك شعار دائما ما يتم ترديده في المظاهرات وهو : “حنا سلمية سلمية لو يقتل من يوميا مية)، والثورة لازالت سلمية لهذه اللحظة في ما يتعلق بالمدنيين ولكن حصل أن هناك شرفاء من الجيش انتصروا لأبناء شعبهم وانشقوا عندما شاهدوا الظلم والقتل والتنكيل واغتصاب الأعراض وهدف هؤلاء هو حماية المدنيين والأعراض حتى أن النظام الآن بدأ يستهدف المنشقين كما حدث في باب عمرو وحمص وحماة وإدلب”. نظام طائفي مدعوم من إيران وعن استهداف النظام السوري لمناطق دون غيرها قال: “لاشك أن النظام طائفي منذ أن وصل حافظ الأسد لسدة الحكم قبل أربعين عاما، والطائفية تمارس بشكل بشع خاصة في ظل سيطرة الطائفة العلوية على جميع المراكز الحساسة في الدولة والجيش والقوى الأمنية، وكما هو معلوم أن الجيش السوري مقسم إلى الوحدات الخاصة والمغاوير والحرس الجمهوري والأخير تتفرع منه الفرقة الرابعة التي تعتبر هي بطلة أحداث القتل والتدمير الذي يجري في سوريا اليوم فهذه الفرقة كلها من الطائفة العلوية، وحصرا من الطائفة الموالية للرئيس السوري بل إن قادتها هم من الصف الأول في هذه الطائفة ويشرف عليها شقيق الرئيس ماهر الأسد”. وقال عضو المجلس الوطني: إن “النظام مدعوم من إيران وكذلك العراق وحزب الله والحرب طائفية بحتة والنظام السوري يخوض حربا سنية شيعية بالنيابة عن إيران، خاصة إذا ما علمنا عن وجود جسر جوي بما يعادل أربع رحلات يومية بين الدولتين وهناك وثائق تثبت وصول أكثر من 14 ألفا من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى قادة واستشاريين وقناصين ومعظم ما نشاهده في وسائل الإعلام هو صنيعتهم في ظل حماية النظام السوري لهم وتوفير الأمن والسكن لهم، بالإضافة إلى جيش المهدي وحزب الله”. وعن مدى وجود بوادر لانفراج الأزمة، أجاب القعيط: “السوريون أخذوا قرارهم.. فالعودة إلى ما قبل 15 مارس، مستحيلة، لأنها تعني الانتحار فالسوريون هذا قدرهم وسيكملون المشوار حتى يأتي الفرج بإذن الله”.وحول دور وسائل الإعلام في نقل المشهد السوري قال: “هناك دور كبير تقوم به قناتي الجزيرة والعربية وكذلك الفرنسية وCNN، رغم منع النظام دخول وسائل الإعلام، ولكن ما نراه لا يمثل ما نسبته 10% من ما يحدث على أرض الواقع بدليل ما ذكره الجراح الفرنسي جاك بيريز من منظمة (أطباء بلا حدود) حول مجازر وجرائم النظام السوري ضد شعبه، حيث قاموا بإحراق الشهداء ورفعهم بالطيران ورمي جثثهم فرادى حتى لا يتم اتهامهم بالإبادة الجماعية، فهذا النظام فنان في الإجرام، وبشار الأسد جاء ليكمل مسيرة والده الإجرامية”. الشهداء أكثر من أربعين ألفا وعن عدد القتلى حتى الآن، أجاب: “جميع الأرقام المعلنة غير صحيحة، فالعدد يفوق أربعين ألفا إذا ما اعتبرنا المفقودين بحكم الشهداء، كما أنه لا يوجد محافظة من المحافظات السورية لم تقدم شهداء، فالنظام ظالم بجميع المقاييس، لكنه كان عادلا في توزيع الظلم، وهو الذي دفع كتائب الجيش الحر للتشكل في كل محافظة بمجهودات فردية حتى وصلت لثلاثة وخمسين كتيبة، ومازال هدف هذه الكتائب حماية المدنيين”. لبنان مقسوم بين مؤيد ومعارض ووصف القعيط موقف دول الجوار بالجيد، مشيرا إلى أن لبنان لها موقفين، موقف متضرر من النظام منذ عام 1975 ويعتبر لبنان محتلا من النظام السوري وهو موقف مجموعة 14 آذار ممثلة بالحريري وجعجع وجنبلاط وهم بلاشك مع الشعب السوري، وموقف مؤيد لنظام بشار ممثلا بحركتي أمل وحزب الله، وهم موالين لأسيادهم في طهران. ويرى القعيط أن الموقف الغربي أثبت سعيه لخدمة إسرائيل قبل سعيه لفك الأزمة السورية، ولعل تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي عندما طالب بتخفيف الضغط على سوريا يكشف ملامح تواطؤ واضحة بين النظامين. وعن موقف روسيا قال: “النظام الروسي هو نظام مافيوي ويريد الثمن لأن آخر موطئ قدم له في الشرق الأوسط هو سوريا”. واعتبر القعيط موقف المملكة العربية السعودية غير مستغرب، وأَضاف: “دائما المملكة مواقفها مشرفة منذ حرب أكتوبر وحتى الآن، وكذلك قطر فهاتان الدولتان كان موقفهما صريحا وواضحا وحضرت فيهما رابط الدم والدين والأخوة”، وأضاف: “السعودية لم تقصر مع الجالية السورية التي يفوق عددها أكثر من 700 ألف وسهلت لهم الكثير من الإجراءات وخاصة من أراد جلب عائلته وأطفاله من سوريا وقت الثورة بل تعدى ذلك إلى تسهيل إجراءات السوري المخالف”. واختتم القعيط حديثه ل “الشرق” قائلا: “الشعب السوري في محنة أمام آلة القمع المجرمة، ونحن نناشد المملكة بالضغط بكافة الوسائل ومساعدة السوريين على التخلص من هذا النظام المجرم.. ونحن ليس لدينا أمل في أمريكا وأوروبا.. أملنا بالله ثم بالمملكة العربية السعودية لأن الآخرين ينظرون من زاوية مصالح فقط، بينما المملكة يهمها نصرة إخوانها فقط، والنظام السوري أثبت أنه عميل لإسرائيل بالدرجة الأولى”.