قالت ماريا فان دير هوفين، المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية، أمس الجمعة، إن المملكة ستتمكن من ضخ ما يكفي من النفط لتعويض أي خسارة من الإمدادات الإيرانية بسبب العقوبات الغربية. وأضافت “لا خوف من نقص الإمدادات، إذ نعرف أن المملكة العربية السعودية ستضخ المزيد من النفط في السوق”. وتحضر فان دير هوفين قمة شراكة الغاز في آسيا المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 15% منذ بداية العام، ليتجاوز سعره 123 دولاراً للبرميل، وسط مخاوف من فقد أغلب إمدادات إيران البالغة 2.5 مليون برميل يومياً، بسبب العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي. وتعهدت المملكة الأسبوع الماضي بأنها ستتحرك بشكل “منفرد”، أو بالتنسيق مع دول أخرى منتجة للبترول، للحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق الدولية، لتجنب “آثار سلبية” قد تنجم عن ارتفاع أسعار مصادر الطاقة على الاقتصاد العالمي. وأكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه الإثنين الماضي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن استقرار أسواق البترول والطاقة يأتي ضمن أهدافها الرئيسة، لما قد يحدثه ارتفاع أسعار البترول والطاقة من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، وبشكل خاص على اقتصادات الدول النامية، وشدد المجلس على دور المملكة في هذا القطاع، بصفتها أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول، ولديها طاقة إنتاجية فائضة، وعضواً في مجموعة العشرين، كما أن لها “علاقات متميزة” مع أقطار العالم كافة، مع اهتمامها باستمرار النمو الاقتصادي، خاصةً في الدول النامية والناشئة، وأوضحت المملكة أنها مستعدة لزيادة إنتاجها إلى 12.5 مليون برميل يومياً من مستواه الراهن البالغ نحو عشرة ملايين برميل يومياً. وقالت فان دير هوفين إن الوكالة لا ترى حاجة للسحب من المخزونات الاستراتيجية بعد، وأنه “ليس هناك نقص خطير في الإمدادات” في الوقت الراهن. وبينت كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي، هذا الأسبوع، أن أسعار النفط قد ترتفع بما بين 20 و30% إذا توقفت الإمدادات الإيرانية. وإلى جانب مخاطر فقد الصادرات الإيرانية فإن الأحوال الجوية غير المواتية، وإغلاق بعض الحقول والاضطرابات في سورية واليمن والسودان، أوقفت نحو 1.1 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط وفقاً لحسابات رويترز، وتفيد تقديرات وكالة الطاقة أن الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن يبلغ 89.9 مليون برميل يومياً في 2012.