عرفت جبال فيفا بجنوب المملكة عادة تراثية قديمة، حيث تستخدم القبائل الرايات بثلاثة ألوان للتعبير عن المواقف المختلفة، فالبيضاء للدلالة على عمل بطولي مشرف، وقيم الشهامة والنقاء، والحمراء لفضح من يسعى للفتنة بين الأشخاص والقبائل، أما السوداء فللوم المخطئ، وتدل على خرقه الأعراف الاجتماعية أو الأخلاقية للقبيلة، ويرفع الطرف الآخر الذي صدر التصرف بحقه الراية التي يختارها. ثم يمر بالسوق أو عند المسجد في قبيلته، ثم يضعها على قمة شاهقة يتجمع حولها الناس ويعلنها أنها للشخص المقصود، وكانت القبائل القديمة بجنوب المملكة تعتاد رفع الرايات في أوقات السلم والحرب، سواء على المستوى الفردي أو حتى القبيلة مثلاً في حالات الصلح أو العفو عن قاتل، ولاتزال العادة موجودة إنما منحصرة بين القبائل الحدودية. ويعد استخدام الرايات طريقة تقليدية أيضاً لتصنيف العلاقة بين القبائل من الودية مروراً بالمتوترة ووصولاً إلى العداوة، ويؤكد شيخ شمل قبائل جبال الحشر قاسم الحريصي أن راية التوحيد فوق كل راية، وتكاد هذه العادة تتلاشى بسبب اللحمة الوطنية التي بددت العنصرية القبلية، وكذلك النزاعات، فضلاً عن رغد العيش.