امتزجت أمس دموع الفرح بين قبيلتين سعودية ويمنية، بعد وساطة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة نجران، والتي أسفرت عن تنازل ذوي القتيل السعودي صالح بن كعوات من قبيلة آل أحمد بن حصيان بالحارث، عن الجاني من قبيلة الدماشقة عبيدة اليمنية. مشهد اللقاء جرى على غير عادته، أي أنه لم يكن في يوم إجازة رسمية أو أسبوعية، إذ وجه الأمير مشعل بن عبد الله أمير نجران بتسهيل إجراءات دخول عدد من أفراد قبيلة الدماشقة عبر منفذ الخضراء، في حين تعانقت الصدور والأكتاف بين أفراد القبيلتين، متبادلين أطراف الحديث عن مجريات وأحداث سابقة وجارية. وساطة أمير نجران حسب أولياء دم القتيل صالح بن كعوات لم تكن الوحيدة التي قادت إلى هذا الصلح، فالطفل أحمد الذي لم يجاوز ربيعه العاشر، المسمى تيمنا باسم أكبر أبناء القتيل، أحضرته قبيلته اليمنية بابتسامته الصافية والبريئة، كدليل إثبات حي بعدم تعمدهم القتل قبل 36 عاما، ما ساهم في دفع عجلة الصلح بين القبيلتين. في حين أكد أعيان القبيلة اليمنية على أن الرايات البيضاء ترفرف على جبال سبأ وأسطح المنازل تقديرا لأمير نجران وقبيلة الحرث. وفي تفاصيل اللقاء أيضا، رفض أولياء دم كعوات الدية المقدمة من قبيلة الدماشقة، إذ أعادوا الجمال والسيارات التي أحضرتها القبيلة اليمنية، مشددين على أنهم يرجون الأجر من الله، ثم تقديرا لموقف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة نجران، والذي وصف موقفه ب«النبيل الحاقن للدماء والمقرب للقلوب». وكتبت أوراق الصلح ووقع عليها الطرفان بإشراف من مشايخ القبائل ووجهائها الموجودين أمس في مقر الصلح.