افتتح سفير المملكة لدى لبنان علي عسيري، في بيروت، أمس الأول، معرض رسام الكاريكاتير، الزميل يزيد الحارثي «الربيع العربي». وتجول عسيري في أرجاء المعرض، الذي يقام قاعة الوست هول في الجامعة الأمريكية، برفقة وزير الثقافة اللبناني السابق، طارق متري، وتأملا سوياً اللوحات المعروضة. وقال عسيري ل»الشرق» إن المعرض «ترجمة لمشاعر فياضة حول التطورات التي حدثت وتحدث في بعض البلدان» العربية، موضحاً أن الربيع العربي أزهر بمثل هذه اللوحات، التي تعبر أشد تعبير عن واقع الشعوب، التي انتفضت، رفضاً للواقع الذي كان قائماً فيها. أما الوزير اللبناني السابق، فقال إن الحارثي يتميز بحرفة في إيصال الرسالة بواسطة الصورة، مشيداً بالرسائل التي ضمّنها الرسام لوحاته، موضحاً أن الرسم الكاريكاتوري وسيلة تعبير يكاد يكون تأثيرها أقوى من هدير الطائرات وقصف المدافع. ولم تكن اللوحات الخمسون التي عرضها الحارثي تكفي لتعبر عن مدى تأثره بأحداث «الربيع العربي»، التي تجتاح دولا عربية، حيث قال ل»الشرق» إن معرضه هذا، هو الأول له من حيث الرسومات السياسية، علماً أنه كان قد بدأ الرسم الكاريكاتوري في المجال الاجتماعي في 2001. وتحدث الحارثي، عن اللوحات الخمسين المعروضة في المعرض، وكشف أن واحدة منها هي الأحب إلى قلبه. وهي لوحة تمثل المواطن العربي، يحمل على ظهره سرجاً، في المشهد الأول، فيما يظهر المواطن نفسه، في المشهد الثاني، وقد أنزل السرج عن ظهره، ليستقيم في وقفته مرتاحاً من العبء الذي أثقل كاهله طوال سنين. ويفضّل الحارثي هذه اللوحة على غيرها، لكنه، في الوقت نفسه، تحدث عن همّ يؤرقه، يتمثّل في تضاؤل المساحات التي تفردها الصحف لرسامي الكاريكاتير، علماً أن لوحاتهم توصل الرسائل أسرع من آلاف الكلمات. وحضر المعرض مجموعة من الإعلاميين، مثل جيزيل خوري وبثينة النصر، التي أسهبت في الشرح عن فن الكاريكاتير ومدى تأثيره في الشعوب، موضحة أن لوحة العصافير التي تهز عرش الحكام عبر نقراتها، هي الأقوى في المعرض.