تحليل خبري يواصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مراوغته مع العالم مثلما يواصل سيرته في قمع شعبه كل يوم, كانت آخر “تصريحاته” قوله: بأنه مستعد للتخلي عن السلطة خلال 90 يوما إذا ما تم الاتفاق مع المعارضة على آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية, وكان قبل أكثر من شهرين قال: انه سيتخلى عن الحكم خلال أيام قليلة، ولكن بعد هذا التصريح اشتد القتل ضد أبناء الشعب اليمني ووصل إلى حد قصف الساحات التي يعتصم بها أبناء الشعب بالصواريخ وقذائف الدبابات. ومن المرتقب أن يبحث مجلس الأمن الدولي الاثنين القادم الوضع في اليمن في ظل رفض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن السلطة واستمرار دورة العنف، كما أفاد مصدر دبلوماسي الجمعة 18 نوفمبر/ تشرين الثاني. وكانت قطر قد مارست ضغوطاً على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح؛ لتوقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة، في حين اجتمع مبعوث الأممالمتحدة الذي يقوم بمساعٍ لحل الأزمة مع زعماء من المعارضة في العاصمة صنعاء. آخر نكات اليمنيين: لن اترك الحكم إلا بعد منحي جائزة نوبل للسلام وقال صالح إنه مستعد للتوقيع على اتفاق بمجرد التوصل إلى اتفاق على ما يسميه آلية لتنفيذ الخطة الخليجية, وتدعو الخطة إلى تسليم الصلاحيات لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي سيشكل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات مبكرة, لكن صالح أوضح أنه يريد البقاء في السلطة لحين انتخاب رئيس جديد للدولة، وهو ما ترفضه المعارضة بشدة. وقال الشيخ صادق الأحمر وهو زعيم قبلي خاضت قواته معارك ضارية مع قوات الحكومة اليمنية، إنه يعارض منح صالح أو أيّ من مساعديه حصانة من المحاكمة بموجب المبادرة الخليجية. ونقل موقعه الإلكتروني قوله أثناء اجتماع مع السفير الأمريكي في صنعاء أمس الأربعاء: “نريد حلاً لليمن وليس لصالح”. ونقلت صحيفة “الحدث” أن سفيرا يمنيا في دولة أوروبية قال إن الرئيس قال لأحد مساعديه “لن أترك لهم الحكم إلا على جثتي ولن أسلم البلاد لأحد إلا “خربانة” مثلما استلمتها”. ويضيف السفير اليمني “أن الرئيس يراهن على قدوم فصل الشتاء البارد لينفض المعتصمون في ساحات وشوارع صنعاء وتعز, أو ينفض معظمهم –على الأقل لتقتحم قواته وبلاطجته هذه الساحات لينهوا الثورة التي ستدخل شهرها العاشر”. وأضاف نفس المصدر: “صحيح أن الإدارة الأمريكية تحبذ تنحي الرئيس صالح وبقاء نظامه، ولكن الرئيس المتمسك بالعرش حتى الموت, ويرى أنه هو النظام وأن النظام هو ولا يريد لابنه أو أحداً من أقاربه أن يرثه إلا إذا مات”. ويشعر مستشار صالح بالحرج، من العقبات التي يصنعها الرئيس صالح, كلما حاول مستشاره وضع حلول لتقبل وتنفيذ المبادرة الخليجية, فيما يتداول اليمنيون آخر نكتة عن العقبات التي يضعها الرئيس أمام توقيع المبادرة الخليجية اشتراطه أن يمنح جائزة نوبل للسلام مقابل تنحيه عن الحكم، ردا على منح هذه الجائزة للمعارضة اليمنية توكل كرمان، والتي من المقرر أن تقود اليوم الجمعة تظاهرة أمام مقر الأممالمتحدة للمطالبة بإسقاط صالح.