«شيء لا يصدكّه عكل»، الكاف هنا مقصودة وليست خطأ مطبعيا، إنما اقتداء بأسلوب كلام الفنانة الكبيرة «شويكار» في فيلمها «أنت اللي قتلت بابايا»، وقد نطقت تلك العبارة بطريقة «شويكار» فور علمي بأن الحد الأدنى المطلوب لأي من المرشحين المحتملين لرئاسة جمهورية مصر هو «مؤهل متوسط» طبقا للمواصفات والشروط التي وضعتها «اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة»، وكان أول المنتقدين لهذا التدني هو المرشح المحتمل «د. عبدالله الأشعل» الذي أبدى اندهاشا من إمكانية أن يحكم مصر رئيس بهذا المستوى التعليمي الهابط، لشعب فيه هذا الكم الهائل من المثقفين، والعلماء في كل فروع المعرفة، وبينهم عمداء ورؤساء جامعات في الولاياتالمتحدة ودول أوروبية كثيرة، بل وفي المنظمة الأمريكية لعلوم الفضاء «ناسا»، كما أن من بينهم حاصلين على نوبل هما نجيب محفوظ وزويل.. والبقية تأتي.. هذا فيما يختص بالاعتراض الذي عنده «ألف حق» فيه، ناهيك عن رفع دعوى قضائية ضد رئيس لجنة الانتخابات بتهمة «إهانة مصر» لندخل بعد ذلك إلى مجال التطبيق، حيث نسي رئيس اللجنة ماذا يعني بكلمة «مؤهل متوسط»، حيث لم يشترط التخصص بما يسمح بأصحاب «الإعدادية» بالتقدم، بينما أولى منهم خريجو المدارس الصناعية مع تحديد التخصص: هل هو «صنايع حدادة»، أم صنايع سباكة، أم صنايع برادة، وهي تخصصات تختلف، لنكتشف أن أول من سحب بطاقة ترشيح للمنصب هو «عبده صاصا» المكيانيكي صاحب الورشة المجاورة لإسعاف مدينة دمنهور الذي أزال اسم ورشته من فوق الدكان ليضع لافتة ضخمة مكتوبا عليها بالخط الفوسفوري «عبده صاصا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية»، وعلى أبواب الدكان كتب له صديقه الخطاط «صاصا.. الرئيس القادم» من يومها والمحل «يشغي» بالضيوف والزوار، ونصفهم من كييفة «الشيشة» والشاي والقهوة (البلُّوشي)، والنصف الثاني زبائن للإصلاح. وعندما سألت صاصا: حتجيب منين ثلاثين ألف توقيع من عشر محافظات ولا موافقة ثلاثين من أعضاء مجلس الشعب على ترشيحك، لينظر إليّ مستغربا: يا سيدي ساعتها يكون لكل «مكام .. مكال» ولم أفهم الرد لأنه كان بالفصحى «الشويكاري»!