لم ينتظر المرشحون للانتخابات البرلمانية التي تبدأ في مصر في التاسع من نوفمبر المقبل إعلان القائمة النهائية لأسماء المرشحين، واستبقوا ذلك بخوض حرب دعاية كثف فيها المرشحون المستقلون وجبهة أحزاب المعارضة دعايتهم بينما لم يظهر نشاط مكثف لمرشحي الحزب الوطني الحاكم التزمت بقرار اللجنة العليا للانتخابات بعدم بدء الدعاية قبل إعلان الأسماء النهائية . ويشهد الشارع المصري زخما شديدا يبدو في اللافتات التي تغطي الشوارع تحمل أسماء المرشحين وصورهم ورموزهم الانتخابية إلى جانب جولات المرشحين في دوائرهم والتي سهلتها لهم مناسبة شهر رمضان وتجمع المصلين بأعداد كبيرة في المساجد . وتتنوع أساليب الدعاية باختلاف المرشحين والمناطق التي تقع بها دوائرهم، فقد لجأ العديد من المرشحين لأساليب جديدة لجذب اهتمام الناخبين لمتابعة حملتهم الانتخابية، منها قيام أحد المرشحين بتسجيل شريط فيديو يشرح فيه برنامجه الانتخابي والخدمات التي قدمها لأبناء دائرته وقام ببثه على جمهور الناخبين بدائرة ادكو بمحافظة البحيرة عبر شبكات الدش المركزي المنتشرة بالقرى والمدن . وفي دائرة دمنهور بمحافظة البحيرة أيضا، لم تخل لافتات الدعاية لبعض المرشحين من الطرافة فقد استغل مرشح العمال بالدائرة مراد عبد الفتاح اسم شهرته «صاصا الميكانيكي» ليلفت أنظار الناخبين ويؤكد لهم في الوقت نفسه أنه انساب بسيط يستحق أصواتهم وكتب في لافتاته «لا دعاية ولا إعلانات مع صاصا الميكانيكي تعيش في تبات ونبات» و«لا بالفقر ولا بالغني صاصا هو اللي هيودنا». وفيما بدأت جماعة الإخوان المسلمين مبكرا الدعاية لمرشحيها عبر الرسائل القصيرة على الهاتف الجوال نزل أنصار الجماعة إلى الشوارع في تجمعات كبيرة مرددين شعارهم «الإسلام هو الحل» في محاولة للتشجيع على التصويت لمرشحي الحركة في الانتخابات على الرغم من حظر اللجنة العليا للانتخابات استخدام الشعارات الدينية . وحث مئات من أنصار الإخوان المسلمين الناخبين على التصويت لجماعتهم في مسيرة بمدينة نصر، إحدى ضواحي القاهرة، مساء الأحد تغاضت عنها أجهزة الأمن التي كثيرا ما تشن حملات اعتقالات ضد أعضاء الجماعة المحظورة رسميا . واتبع مرشحو الحركة المصرية من أجل التغيير وجبهة أحزاب المعارضة الأسلوب نفسه ويقومون بدعايتهم بشكل يشبه التظاهرات، فيما تلتزم أجهزة الأمن المراقبة من بعيد وعدم التدخل .