دخل غاز الطهي، الذي يستخدمه المواطنون في غزة كبديل للوقود، على خط الأزمة الإنسانية في القطاع، وهي أزمةٌ شكل نفاذ السولار ووقود السيارات أهم ركائزها، الأمر الذي يدفع ب «الغزاويين» إلى وضع كارثي وغير مسبوق، لاسيما بعد تقليص إسرائيل كميات غاز الطهي التي تُورِّدها لهم. ويشتكي علاء سلامة (يعمل سائقا) ل «الشرق» من نفاذ غاز الطهي، ويقول «إذا لم يتم حل مشكلة توريد الغاز خلال اليومين القادمين فلن يكون أمامي مفر من استخدام الحطب للطهي، نظرا لعدم وجود بدائل في ظل انقطاع الكهرباء وعدم وجود سولار أو غاز لتشغيل المواقد القديمة لحين حل الأزمة». ويضيف سلامة «أصبحنا نضطر الآن لإرسال إسطوانات الغاز إلى مصر من خلال عمليات التهريب عبر الأنفاق حتى يتم شحنها هناك، وهذا الأمر يستغرق ما بين شهر إلى شهرين لحين استلام الإسطوانة، التي يبلغ ثمن تعبئتها ما يعادل العشرين دولارا». ويعتب سلامة على حكومة حماس في غزة ويتهمها بعدم مراعاة ظروف المواطن، حسب رأيه، ويقول «لا يوجد سولار ولا بنزين ولا غاز ولا كهرباء، وبالكاد نستطيع أن نشتري السولار بما يعادل دولارين للتر الواحد، وعند فقدانه نستخدم زيت القلي كي نستطيع مواصلة العمل وسد رمق أبنائنا، لكن الحكومة هنا لا تشعر بنا، وتريد أن تأخذ الضرائب وكل مستحقاتها». ويكمل «الحكومة تأخذ حقها لكنها لا تعطي المواطن حقه في توفير حياة كريمة له، وإن لم تكن قادرة فعليها ألا ترهقه بالملاحقة وتحصيل الضرائب والرسوم»، ويتابع «الحكومة لا يعنيها الشعب، يموت الشعب وتحيا الحكومة». بدوره، يؤكد إلياس العجب (موزع غاز في مدينة غزة) ل «الشرق» أن إسرائيل لجأت إلى تقليص الغاز منذ نحو شهرين ومازالت الأزمة تتصاعد مع نفاذ المخزون من محطات توزيع الغاز، ويضيف «هذا يضطرنا إلى جلب الغاز بالتهريب عن طريق الأنفاق مع مصر، بواسطة إسطوانات تصلنا من هناك ونقوم بتفريغها في غزة ثم إعادتها مرة أخرى، لكن ذلك يزيد تكلفة تعبئة الإسطوانة دولارا إضافيا، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل المواطن في غزة، كما أننا لا نستطيع رفع السعر المحدد من الحكومة، لذلك فهي عملية غير مجدية بالنسبة لنا كموزعين».