نقلت مصادر دبلوماسية أن الجامعة العربية رفضت التعديلات التي أدخلتها دمشق، على برتكول السماح للمراقبين الدوليين والعرب بالدخول إلى سوريا. حديث الدبلوماسيين هذا، نقلته صحيفة “ديلي ستار” اللبنانية ظهر الجمعة، مبينة أن التغييرات التي طلبتها سوريا، تتمثل في إبعاد نشطاء حقوق الإنسان من بعثة المراقبين، وقصر المهمة على المراقبين التابعين للحكومات عربية، وهو ما رفضته الجامعةن بحسب مصادر الصحيفة. من جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تطلب فيها دمشق إجراء تعديلات على مهام بعثة الجامعة، مبينا أن “هذه التعديلات محل الدراسة الآن”. مشروع قرار إدانة بدعم عربي: في ذات السياق، ذكر متحدث باسم البعثة الألمانية في الأممالمتحدة، أن سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التقوا بالسفراء العرب في مقر الأممالمتحدة الأربعاء، بعد أن أمهلت الجامعة العربية الأسد ثلاثة أيام لإنهاء حملة القمع “الدموية”، أن السفراء تلقوا دعما قويا لطرح مشروع قرار يدين دمشق، حتى إن بعض الوفود العربية أعربت عن نيتها المشاركة في تقديم مشروع القرار، للتصويت عليه الثلاثاء المقبل. إلا أنه لم يكشف عن أسماء تلك الدول، والتي يرشح دبلوماسيون أن تكون من بينها: الأردن، الكويت، ليبيا، قطر، المغرب، والسعودية. سفير ألمانيا في الأممالمتحدة بيتر ويتغ، قال في حديثه إن “العالم العربي بعث برسالة واضحة جدا، وهي أن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة يجب أن تتوقف، وكذلك معاناة الشعب السوري”، وأضاف “نحن نقدر هذا الدعم العربي القوي لطرح قرار في الجمعية العامة، ونأمل في أن يظهر للأسد مدى عزلته”. وكانت روسيا والصين صوتتا الشهر الماضي، ضد قرار في مجلس الأمن، يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس بشار الأسد، ضد المتظاهرين المناوئين لنظامه. الاتحاد الأوروبي يطالب الأسد ب”التنحي”: وعلى الصعيد الأوروبي أيضا، قالت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد، كاثرين أشتون، إنه يتعين على العالم مواصلة الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف. وأضافت في مؤتمر صحفي في موسكو الخميس، بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف: “مستقبل سوريا يعتمد الآن على قدرتنا جميعا على مواصلة الضغط عليهم، حتى يروا أن هناك حاجة لوقف هذا العنف والإنصات إلى الشعب وإيجاد سبيل للمضي قدما”. ووفقا لوكالة فرانس برس، فقد دعت اشتون الرئيس السوري ل”التنحي”. وقالت عقب محادثاتها مع لافروف “حان الوقت لأن يتنحى الرئيس الأسد”. لكن لافروف كرر معارضة بلاده للدعوات المطالبة بتنحي الرئيس السوري، وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز. تركيا تنتقد “ضعف” الموقف الدولي: من جانبه، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المجموعة الدولية التي لم تتصد ب”الحزم الكافي لقمع المعارضة في سوريا”، معتبرا أن ذلك ما كان ليحصل لو كانت سوريا تنتج مزيدا من النفط. الأردن مع إنشاء مجموعة إتصال دولية: ومن جانب آخر، كشفت صحيفة ال”غارديان” البريطانية، أن ملك الأردن عبد الله الثاني، اقترح على بريطانيا المساعدة على إنشاء مجموعة إتصال دولية، لتنسيق السياسة الغربية والعربية تجاه الأزمة في سوريا. وذكرت الصحيفة البريطانية، أن الفكرة أثارها الملك خلال المباحثات التي أجراها في لندن، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، واستلهمها من “الانتفاضة” الأخيرة في ليبيا، كما أنها كانت جزءاً من النشاط الدبلوماسي المحموم، حول الوضع المتفاقم في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية عربية، وصفتها بالبارزة، أن “هناك حاجة ملحة لتوثيق التنسيق بعد تعليق عضوية سوريا في جامعة لدول العربية، والمحاولات اليائسة لتوحيد مجموعات معارضة لنظام الأسد”.