الناس على شاطئ نهر تشوكوبي في ولاية ماساتشوستس بالمئات، يرون ما يراه البطلان السعوديان، ذيب اليامي وجاسر آل راكة، من غرق طفلين أمام أعين الجميع، ولم يتفاعل في تلك اللحظة إلاّ البطلان ذيب وجاسر، فرميا بنفسيهما وأنقذا الطفلين. ذيب وجاسر كانا على وشك التخرج من جامعتهما في تخصص الهندسة المدنية، ويستعدان للعودة إلى الوطن بعد رحلة دامت لخمس سنوات، ولكن القدر كان، هناك، لهما بالمرصاد. تفاعُل الناس مع الحادثة كان متنوعاً، اعتبرها بعضهم بطولة، واعتبرها آخرون عملاً إنسانياً، وحسبها بعض ثالث على أنها مغامرة غير محسوبة، وحتى الجهات الرسمية ممثلة في سفارة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية، تفاعلت مع الحدث، الأولى من باب المتابعة والفخر، والثانية من باب الإشادة ورد الجميل. على الصعيد المجتمعي، كانت الغالبية تشيد ببطولة الشابين السعوديين، ذيب وجاسر، فاسترسل بعضهم بذكر الانتماء لقبيلة يام العريقة، والتي تشتهر بالنخوة العربية الأصيلة، وإغاثة الملهوف، وبعضهم يعيد العمل إلى سماحة الدين الإسلامي وحثُّ أبنائه على فعل الخير، بغض النظر عن العرق والدين، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بمواكبة الحادثة نقلاً وتعليقاً وافتخاراً. تفاعُل الطفلين اللذين تم إنقاذهما على يدي البطلين ذيب وجاسر كان مشحوناً بالحزن، على الرغم من نجاتهما، كما أظهرت صورة لهما، وهما يدعيان للشهيدين ويبكيان عليهما. ينقذان الطفلين ثم يغرقان، يا لها من مفارقة القدر! ينقذ غيره ولا ينقذ نفسه، في ذات اللحظة، وفي ذات المكان، لأنها إرادة الله، لإنفاذ المكتوب، فلولا ذلك لقيل: " كان أولى بهما أن ينقذا نفسيهما! أليس كذلك؟" القيادة السعودية فخورة بأبنائها، وفي ذات الوقت تأمل أن يكونوا حريصين على أنفسهم ومستقبلهم، وأن يمثّلوا الوطن خير تمثيل، ولا شك أن هذين البطلين يستحقان الإشادة والتكريم على المستويين الرسمي والشعبي. بقي أن نقول: رحم الله البطلين ذيب وجاسر وأسكنهما فسح جناته، وألهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.