ضرب الطالبان السعوديان اللذان يدرسان بالولايات المتحدة الأميركية أفضل الأمثلة الطيبة النبيلة، حين حاولا إنقاذ طفلين من الغرق في ولاية «ماساتشوستس» بالولايات المتحدة الأميركية، وضحا بنفسيهما محاولين إنقاذ الطفلين من الغرق، لكنهما غرقا هناك وتوفيا «قدر الله وماشاء فعل»، وهما الطالب ذيب اليامي وجاسر الراكة اليامي، حيث كان الراكة طالباً في جامعة وسترن نيو إنغلند حيث درس الهندسة المدنية منذ العام الماضي، في حين كان ذيب في عامه الجامعي الثالث بجامعة هاتفورد حيث كان يتابع ذات التخصص. وقد أطلق معهد CLLC الكندي لتعليم اللغات اسم يامي» Yami» على إحدى القاعات الدراسية، وذلك نسبة إلى قبيلتهما العربية العريقة، مؤكداً أن ذلك أقل ما يستحقه البطلان المبتعثان جاسر الراكة، وذيب مانع اليامي، وذلك تقديراً وتثميناً لدورهما الإنساني. صحيح أننا حزنا عليهما وهما خسارة للوطن ولذويهما، لكن راودنا شعور مزدوج بين الحزن والفرح، الحزن على رحيلهما وهما في ريعان شبابهما، والشعور بالفرح والاعتزاز والفخر لموقفهما البطولي والرجولي الإنساني وهما هناك بديار الغربة، وقد أعطيا أروع الأمثلة الحية في نبراس الشجاعة بهذا الموقف الرجولي التطوعي المتفرد، لكننا نطمح ونتمنى من الجهة المعنية بالأمر، إطلاق اسميهما في شوارع مدينة كل واحد منهما، تقديراً وتشجيعاً وتخليداً لهما ولعائلتيهما، وتثميناً لهذا الموقف الشجاع الفريد، وتكريماً لذويهما، وإحياء القيم والمثُل العليا، إزاء هكذا موقف خاص في رفع اسم الوطن عالياً، وإعطاء سمعة طيبة وصورة مشرقة لشباب الوطن داخل وخارج المملكة. * مدير صحيفة «الرياض» بالإمارات Your browser does not support the video tag.