تعد العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نموذجًا مثاليًا قد لا يكون له نظير بين أي دولتين جارتين في العالم، نظرًا للعلاقات التاريخية ووشائج الأخوة المتجذرة بين البلدين التي تتحدَّى مخططات الفتنة وألاعيب قطر لإفسادها. وتعود جذور هذه العلاقات الراسخة إلى سنوات طويلة مضت؛ حيث أكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ تأسيسه دولة الإمارات على أن السعودية تمثل عمقًا استراتيجيًا لدولة الإمارات، ونظرة سريعة على العلاقة الخاصة والقوية التي جمعت بين عدد من ملوك المملكة العربية السعودية والشيخ زايد تؤكّد قوة ومتانة العلاقات بين الرياضوأبوظبي. وقد أسفرت الرؤية المشتركة بين قيادتي البلدين عن دفع مسيرة العمل الخليجي، وخاصة بعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مايو 2014، التي مثّلت تحولًا نوعيًا في العلاقات؛ إذ إنها تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية المشتركة للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنًا واستقرارًا لمواجهة التحديات في المنطقة. كما أطلقت الدولتان خلوة العزم، وهي أول الأنشطة المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم الإعلان عنه في مايو 2016، في جدة، وشهد إعلانه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي.. ويرأس المجلس من جانب المملكة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، فيما يرأس جانب الإمارات الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وكما أنَّ العلاقات بين الرياضوأبوظبي تصبّ في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، فإنها تمثل ركنًا أساسيًا من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ناحية، والأمن القومي العربي من ناحية أخرى. وزادت العلاقات رسوخًا مع تبني السعودية والإمارات رؤية مشتركة أيضًا تجاه ما يتعرض له الوطن العربية من أخطار محدقة في مقدمتها الإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية لاسيما دول الخليج، ما أدّى إلى تبنيهما إستراتيجية مواجهة مشتركة وفاعلة لمواجهة الأخطار والتهديدات التي تستهدف أمن واستقرار العرب، ووحدة دولهم، وتعايش شعوبهم. وتجلت الرؤية المشتركة بين البلدين في انضواء الإمارات تحت التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية ، والذى سطر ملاحم عديدة دفاعا عن الأمن القومي العربي في مواجهة المد الفارسي وميليشياته، وسالت دماء أبناء الدولتين على تراب اليمن. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اختصر علاقات المملكة و الإمارات بالقول إنها "التحمت لتكون علاقة العضد بعضيده"، فيما قال الشيخ محمد بن زايد إن "الإمارات آمنت دائمًا بأن السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأنَّ أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الإستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها"، مؤكّدًا أنَّ "التاريخ العربي سوف يتذكر على الدوام المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز وقراراته الحاسمة والحازمة في مواجهة محاولات التدخل في المنطقة العربية من قبل أطراف خارجية لها أطماعها فيه. يذكر أنَّ العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية والإمارات هي الأكبر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام.وبلغ إجمالي واردات المملكة من دولة الإمارات العام الماضي نحو 33 مليار درهم، فيما وصل إجمالي الصادرات السعودية إلى الإمارات إلى 16.5 مليار درهم.