أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أهمية المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمسؤولين الروس خلال زيارته لموسكو. وقال في برقية بعثها للرئيس بوتين في ختام زيارته أمس: «لقد أكدت المباحثات المشتركة التي أجريناها، العزم على المضي قدماً في تعزيز العلاقات بين بلدينا في المجالات كافة، والعمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، والأمن والسلم الدوليين»، مثمناً ما لقيه والوفد المرافق أثناء الزيارة من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، اختتم يوم أمس، زيارته الرسمية إلى روسيا الاتحادية، التقى خلالها الرئيس الروسي وعدداً من كبار المسؤولين الروس، تناولت العلاقات الثنائية وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وجاءت الزيارة استجابة لدعوة من القيادة الروسية، وكان في وداعه بمطار فنوكوفو الرئاسي، النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ألكسندر خلوبونين، وعدد من المسؤولين في روسيا، والسفير عبد الرحمن الرسي سفير السعودية لدى روسيا، ونائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف. وشهدت الزيارة قمة سعودية – روسية، بين الملك سلمان والرئيس بوتين، توجت إبرام وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج مشتركة بين البلدين، تقدر بمليارات الدولارات في مجالات التقنية والتعاون العسكري والفضاء والتجارة والاتصالات والاستثمار والثقافة. وكان الملك سلمان شدد على أهمية الشراكة القائمة بين بلاده وروسيا، في القمة التاريخية التي جمعته بالرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً في كلمته خلال محادثته مع بوتين في الكرملين، قناعته بوجود فرص كبيرة تسهم في تنويع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوسيعها على أرضية قادرة على زيادة استغلال الميزات النسبية لصالح البلدين وتقويتها. في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي أن الزيارة ستعطي زخماً قوياً جديداً لمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين. وشدد الملك سلمان على أن تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط وما تشهده من أزمات في اليمن وسوريا وغيرها يتطلب أن توقف إيران سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أكد ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. كما أكد الملك سلمان، خلال جلسة المباحثات التي أجراها مع ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي، أن بلاده تعيش مرحلة تاريخية ومفصلية من التطور الشامل، ترجمت من خلال رؤيتها 2030، مشيراً إلى أن جهود الرياضوموسكو، في مجال البترول، أثمرت في التوصل إلى اتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين. ولدى تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة موسكو للعلاقات الدولية، تقديراً لجهوده في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والدولي ودوره الفاعل في تنمية وتعزيز العلاقات بين الرياضوموسكو، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز، أن العلم والمعرفة هما الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم، من خلال تكوين أجيال متعلمة تقود المجتمعات، وتسهم في تعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، والمحافظة على المنجزات الحضارية، داعياً الجامعات ومراكز العلم والفكر في السعودية وروسيا لمد جسور التواصل والتعاون لتعزيز لغة الحوار الهادف وتعميق نشر المعرفة وتطوير البحوث المشتركة بما يخدم الشعبين وشعوب العالم أجمع. كما استعرض لدى لقائه أبرز الشخصيات الإسلامية في روسيا، أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.